تلاحظ أن هناك ازياداً ملحوظاً في حالات عدم الاستقرار الزوجي في مجتمعنا، ويبدو واضحاً من خلال ارتفاع حالات الطلاق، الذي يرجعه البعض إلى انتشار (الإنترنت) وتمدد الشبكة العنكبوتية التي لا تعرف حدوداً أو حكومات أو أنظمة أو قوانين. فإلى أي مدى كانت الثورة الإلكترونية مسؤولة عن حالات فشل الحياة بين الأزواج؟. «الأهرام اليوم» سألت بعض النساء عن علاقتهن بأزواجهن في عصر الانترنت فماذا قلن؟ ريم عبدالله تُعلّل بقولها إن المشكلات تحدث ويلجأ الزوج أو الزوجة إلى علاقات سطحية عبر (الإنترنت) لكن مثل هذا الاستخدام السييء يحدث عندما يكون هناك تفكُّك أسري في الأساس، ولا أعتقد أن التكنولوجيا لعبت دوراً رئيساً في إحداث حالة عدم الاستقرار بين الزوجين، لأنها في الغالب تنشأ بسبب سوء اختيار الشريك، وفي المقابل فإن التكنولوجيا أسهمت في التقريب بين المجتمعات والثقافات، والدخول إلى مواقع (الشات) يوسِّع الهوة بين الزوجين المختلفين واللذيْن يُعانيان من فترة برود، وبانشغال كل منهما (بحبيبه) الوهمي مع الشبكة العنكبوتية لن يكون راغباً في إصلاح ذات البين، لتبدأ العلاقة في الإنفراط ويصبح الطلاق هو الحل. وتقول عاتكة عبدالله إنها توافق تماماً القائل إن التكنولوجيا سبب رئيس من أسباب غياب الاستقرار في الحياة الزوجية. وتضيف إن الرجل مشغول بإقامة علاقات مع الأصدقاء والصديقات عبر (الشات) بينما الزوجة مشغولة بتربية الأبناء وتلبية حاجات الزوج والتسوُّق، والأبناء هم الضحية في حالات كثيرة. مما يؤدي إلى التفكُّك الأسري. وأردفت بأن كل شخص يعيش في جزيرة معزولة عن الآخر وضاعت العادات والتقاليد القديمة، ولم يعُد هناك وقت لتجمُّع العائلة، وبات الحوار مفقوداً بين الزوجين. وتقول إيثار محمد إن الزوج يُهمل واجباته المنزلية ويترك كل الحمل على الزوجة، وقد يتأثر هو نفسه في عمله بسبب سهره حتى ساعات متأخرة من الليل، ما يؤدي إلى غيابه عن العمل أحياناً، ويتأثر الأبناء بدرجة أو بأخرى بسبب تأخُّرهم في التحصيل الدراسي بسبب انشغالهم (بالنت) وهناك عدد لا بأس به من الطلاب تم فصلهم من الجامعات بسبب هذه المشكلة. وتقول سحر فاضل إنها ليست مع مقولة إن التكنولوجيا هي من أسباب عدم الاستقرار بين الزوجين، لأن الفجوة قائمة قبل ذلك والعلاقة العاطفية غائبة لأنها لو كانت حاضرة، لما هرب الزوج إلى (النت). وأردفت فإذا كان هناك حب في البيت لا شيء يؤثر فيه، فالحب في الدنيا بعض من تصورنا لو لم نجده عليها لإخترعناه، كما قال الشاعر نزار قباني. وتضيف أم سلمى بأنها خارج السودان قامت بإرسال رسالة إلى زوجها عبر (النت) وإطمأنت على أبنائها وباشرت عملها. وتُعلِّق على الموضوع بقولها: عالم التكنولوجيا إما أن يخلق حالة من التواصل أو التباعد. وأضافت إن التواصل يُحقِّق الاقتراب من الآخر على الرغم من تباعُد المسافات بينهما وهو ما حدث معي. وأكدت أم شهدة، إن عالم التكنولوجيا هو سلاح ذو حدين، وشخصية الإنسان هي التي تُحدِّد ماذا يفعل، ونحن نستخدم (النت) في كل شيء مفيد حتى في التسوُّق ونحن في منازلنا فقد سهَّل علينا كل شيء، أما العاطفة فيجب التعاطي معها وجهاً لوجه لأنها أرفع من مشغلات الانترنت.