{ أخيراً أصدرت الأممالمتحدة قرارها بفرض حظر على الطيران في لييبا. والمستفيد الأول من هذا القرار الثوار الليبيون المطالبون بإقصاء معمر القذافي من الحكم. { وقبل هذا القرار كانت الطائرات تقصف الثوار ومعاقلهم وكانت الكفة جراء ذلك بدأت تميل للعقيد القذافي وأولاده وبطانته وعشيرته ومرتزقته. { ولكن بعد حرمانه من هذا السلاح الفعّال فإنّ ميزان القوى سوف يتغير لصالح الثوار. { ولما صُوبِّت العين الحمراء نحو نظام العقيد القذافي كانت استجابته أسرع مما كان العقل يتخيل. والحقيقة أن الاستجابة كانت خضوعاً مُذلاً؛ فقد قال وزير الخارجية الليبي؛ موسى كوسا: إن بلاده أعلنت وقف إطلاق النار وكل العمليات العسكرية. { وقد جاء هذا القرار مباشرةً بعد قرار الأممالمتحدة. وقال كوسا إن قرار وقف إطلاق النار سوف يحقق الأمن لكل الليبيين. { وكان العقيد القذافي، قبل صدور قرار الأممالمتحدة، أرغى وأزبد متوعِّداً شعبه في بنغازي مهدداً باقتحامها بيتاً بيتاً بلا رحمة وبلا شفقة. { وقد رحَّب الشعب الليبي بقرار الأممالمتحدة، ورحَّب كثيرون خارج ليبيا بهذا القرار. وكان الثوار الليبيون عند بداية ثورتهم أعلنوا رفضهم التدخل الأجنبي، لكنهم تحت وطأة قصف الطائرات تراجعوا عن هذا الموقف؛ فقد اتخذت المعركة مساراً غير متكافئ بين شعب ضعيف التسليح ونظام ديكتاتوري مدجج بالطائرات والدبابات والمرتزقة الأفارقة. { وسوف يعجِّل تدخل الأممالمتحدة برحيل ملك ملوك أفريقيا، لكنه قد يشكل خطورة على سيادة ليبيا وربما تنبثق عنه تدخلات سافرة في الشأن الليبي ينفذها المهيمنون على الأممالمتحدة وفي المقدمة منهم الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا. { إنَّ العقيد القذافي لم يسقط بعد، لكن سياساته خلال العقود الأربعة الماضية أجبرت الشعب الليبي والأمة العربية على الاستعانة بالأممالمتحدة وعلى القبول بالحل الدولي بدلاً من حل الصراع في إطار البيت الليبي والقضاء العربي. { وهي خطوة إلى الوراء؛ ففي الماضي القريب كان هناك صراع رهيب دموي بين أقوى دولتين عربيتين؛ هما مصر والمملكة العربية السعودية، حول اليمن. { وتمَّ حل ذلك الصراع داخل العالم العربي وتحديداً في الخرطوم في حي نمرة اثنين في عام 1967م في بيت الأستاذ محمد أحمد محجوب رئيس وزراء السودان. { كيف كنا؟.. وكيف أصبحنا؟ ثم نرجع إلى ليبيا ففي الأخبار أن قوات القذافي قصفت بنغازي؟!!