بعد عام وأربعة أشهر قضيتها في صحيفة (الأهرام اليوم) من لحظات الميلاد النبيل، مروراً بمحطات الصعود، وحتى التربع على عرش الصحافة السودانية، والحفاظ على البقاء في الطليعة، أغادر الصحيفة التي كنت أحد أركانها، إلى زميلة أخرى، بعد مسيرة عامرة بالمثابرة، قدمت خلالها عصارة تجربتي المهنية لننجز مع زملاء لنا، لقراء (الأهرام اليوم) صحيفة تلبي تطلعاتهم مهنياً وسياسياً ووطنياً. وأود أن أتقدم بشكري الجزيل، وأنا أغادر (الأهرام اليوم)، إلى كل من تعاملت معه خلال هذه الفترة، وأخص ربان (الأهرام اليوم) رئيس التحرير؛ الأستاذ الهندي عز الدين الذي منحني الثقة بتولى الإشراف على أهم مفاصل الصحيفة، كان أبرزها الصفحة الأولى، والأخبار والسياسة، على ما تنطوي عليه من مسؤوليات جسام، وأشكر تفضله باعتبار جهدي المتواضع مع الزملاء «مساهمة مقدرة في نجاح (الأهرام اليوم)» – أو كما كتب يوم (السبت) الماضي في زاويته (تحية واحتراما) - كما أشكر شريكيه رئيس مجلس الإدارة والمدير العام؛ عبدالله دفع الله، والأستاذ مزمل أبو القاسم، وأستاذنا النبيل اسماً ومعنى «نبيل غالي» مدير التحرير، وزميلي وصديقي المحرر العام؛ الأستاذ الفاتح وديدي، على حسن تعاونهم وما توفر بناء عليه من سلاسة في الأداء طوال الفترة التي قضيتها بين ظهرانيهم في (الأهرام اليوم)، كما أشد على أيادي زملائي رؤساء الأقسام وجميع المحررين والعاملين بالصحيفة الذين لولا تعاونهم النبيل لما كان لما قمت به قيمة أو فائدة، ذلك لأن الصحيفة قماشة من الألوان والأشكال يسهم كل في نسج الفرادة والتميز والجمال وبالتالي القبول. لقد كانت فترة عملي ب(الأهرام اليوم) من أكثر تجاربي المهنية نضجاً، قدمت فيها ما اكتسبت من خبرات سنوات المراس المديدة، ومنحتني فرصاً لا تحصى للتجريب واختبار الخدمات الصحفية التي لا تجد من صحافتنا الاهتمام الذي تستحق، وكان تفاعل القراء معها رائعاً، وقبولهم لها لافتاً، وكم تمنيت ألا أهجر (الأهرام اليوم) لكن قانون الحياة كتب على صفحات التحولات، وهذا من تصاريف القدر ليس لي يد فيه لكنها إرادة الحياة. أغادر (الأهرام اليوم) وأنا راضٍ عن الفترة التي قضيتها فيها، وعن زملاء سعدت سعادة بالغة بالعمل معهم، وقراء تشرفت كثيراً بخدمتهم، وأسوق أطيب التمنيات وعظيم الآمال بأن يسبغ الله سبحانه وتعالى على (الأهرام اليوم) نعمة التقدم والتطور والازدهار.. مع التمنيات بالمزيد من النجاحات.