كثيرون يتخفون خلف السيد الرئيس وينادون بالثورة والتغيير ويهتفون بشعارات عاطفية، ويستجدون ويمنون النفس - الأمارة بالسوء - أن يشهد السودان ما شهدته بلاد كثيرة من حولنا، فتسقط مهنية أقلام عجزت أن تقرأ وأن تستبين حقيقة الأوضاع هنا في السودان، وخابت رؤيتها في شعب السودان وهو قد سبق الشعوب من حوله فأنجز ثورتين شعبيتين ومارس التغيير والتبديل وجرّب كل الطاقم الذي يجلس على كنبة الاحتياطي أكثر من مرة؛ فأيقن بأن التغيير أحق به هؤلاء الذين لن تنال شعوبهم منهم خيراً أبداً، ينهض الواحد منهم ولا تشغله غير نفسه، وفئة أخرى منهم اتسعت الشقة بينها وبين قومها فما عادت ترى ما يرون ولا تصلي كما يصلون ولا تحتشم مثل ما يحتشمون لستر أجسادهم وألسنتهم بعد أن سقطت عنهم كل فضيلة وقيمة. أقلام تهتف بالتغيير وتطالب السيد الرئيس بقيادته وهم لعمري كذابون ومنافقون وقد شهدنا منهم ما يؤكد ذلك، وقد غابت أقلامهم وكلماتهم عندما مارس السيد الرئيس ثورته للتغيير وأصدر قرارات مهمة بتصفية أكثر من عشرين شركة حكومية، فقد غابت هذه الأقلام ولم تكتب حرفاً واحداً يثني على هذه القرارات، ولم تدعم ذات الأقلام خطوات كثيرة تتخذها مؤسسات الدولة من برلمانها إلى ولاياتها ومحلياتها في حربها ضد الفساد والمفسدين وتتعامل بكل شفافية مع هذه الملفات، وتترك الصحافة تطلع وتنشر تقارير المراجع العام وكان بإمكان الحكومة أن تحبس أسرارها وتقاريرها ولكنها تعلم أن ذلك يصب في مصلحة الفساد والمفسدين ولذلك تطلقها، ولكن بعض أقلامنا لا تقابل ذلك بمهنية وموضوعية فتجدها تفرح بالأرقام ولا تثني على هذه التوجهات وهذه السياسية النظيفة حتى وإن كشفت عن حجم الفساد وأكدته. ذات الأقلام تعلم أن هناك توجهات ثورية ستطال كافة الأوضاع بدءاً بمجلس الوزراء الذي سوف يتقلص إلى (18) وزارة وستتقلص مجالس الوزراء وأعداد المعتمدين بالولايات، وهم يعلمون أن رواتب الدستورين تراجعت بنسة (30%)، وقلص الصرف الحكومي ورشد بنسبة (20%)، وستخرج الدولة بالكامل من النشاط التجاري وسيتصاعد إنتاج البترول بمتوالية هندسية بدلاً عن المتواليات العددية التي لن تفلح في مواكبة النهضة الاقتصادية التي انطلقت، فالبترول بفضل المؤتمر الوطني الذي يريدون رئيسه أن يثور عليه هو من فجر آبار البترول، الآن يكفينا ويزيد ويضيف في كل يوم إنتاجاً شمالياً جديداً وقد دخلت قبل فترة ثلاثين ألفاً وأمس الأول دخلت عشرين ألفاً، أما الأسمنت فقد اكتفينا والآن المشكلة تكمن في تصدير الفائض، والسكر يمضي بذات المعادلة والمعالجة نحو الاكتفاء والتصدير. معالم كل شيء واضحة والمستقبل يبدو أكثر وضوحاً ومحفزاً ومبشراً مع هذه الحكومة، أما معالم ومستقبل التغيير والثورة التي تنادي بها بعض الأقلام يبدو غامضاً ويحتمل كافة الاحتمالات في ظل بديل مجرّب وفئة من بني جلدتنا تركب مركب أعداء أمتنا وهي مازالت تقاتل لتنتزع منا جنوب كردفان والنيل الأزرق وتصنع من أطراف الوطن مواعين للهامش والفتنة والأزمات والصراع، وعندما تزور أمريكا تطلب منها أن يظل الشمال محاصراً ومعاقباً وجريحاً ونازفاً، فهؤلاء هم شركاء الثورة ودعاة التغيير؛ فهل سيقبل عليه أحد من هذا الشعب الذي يعرف ماذا يريد. يجب أن ينتبه الشعب للحملة التي تقودها بعض الأقلام التي تتستر خلف دعوتها للرئيس بالتغيير لتقضي على المؤتمر الوطني وعلى قياداته، وهذا نوع من الحرب يهدف لعزل القيادة ويحمل في بعض الأوجه تحريضاً مكشوفاً؛ ومن المؤكد أنه سيكون مكشوفاً ومعزولاً، وسينجز السيد الرئيس الثورة والتغيير برجاله وبحزبه، لاسيما وأن المؤتمر الوطني يحسب له أنه لم يغادر أبداً واجبه الوطني وقيم ومصلحة شعبه.