{ وسنار المحروسة كما اشتهرت.. { محروسة في شرقها البارد ب(قبر) الشيخ فرح ود تكتوك.. { ومحروسة في شمالها ب(بيان) سيدي الحسن.. { كنا وقتها صبية.. { حينما جاءت الآليات في ستينيات القرن الماضي.. { للبدء في حفر ترعتي الجزيرة والمناقل.. { وأرادت واحدة من تلك الآليات - كراكة - أن تزيل (بيان) سيدي الحسن.. { ولكنها توقفت كأنما أصاب الشلل أطرافها.. { واشتم الصبية نفحات (بركات) سيدي الحسن من كسلا.. { التي أصبحت حائطاً صلداً يحمي (البيان).. { وقالوا إن المشرفين آنذاك ومن بينهم سائق (الكراكة).. { صرفوا النظر وغيروا المسار وتركوا (المزار) لينعم بين الترعتين.. { ولم ينقطع سيل الزوار آنذاك ما بين (ضريح) الشيخ فرح و(بيان) سيدي الحسن.. { وكل منهم يأمل أن يلحقه ويفزعه.. { وكان للإنقاذ (بيان) أول.. { ووجدنا أن هناك علاقة وإن كانت غير مرئية.. { ما بين (بيان) الإنقاذ و(بيان) سيدي الحسن.. { (بيان) الإنقاذ صمد ولأكثر من عشرين عاماً للعديد من (الكراكات).. { (كراكات) المعارضة.. و(كراكات) دارفور.. و(كراكات) الحركة الشعبية.. و(كراكات) النظام العالمي.. { ويبدو أن (بيانها) سره باتع!! { بالرغم من أنها (تغدت) بشيخها.. فك الله كربة اعتقاله.. { وللإنقاذ (كراكات) أيضاً.. حادة أسنانها.. { تلتهم بها المواقع غير المخططة، غير آبهة بصرخات قاطنيها.. { وتبتلع الأسواق.. والميادين. { ولم يسلم منها حتى (قبر) أبو جنزير الثائر!! { الذي أعدمه المستعمر قبل ما يقارب 129 عاماً.. { وسنار ما زالت محروسة بضريح الشيخ فرح ود تكتوك.. { رغم أن شيخها حلال المشبوك بشّرها: (سنار يا حرقة.. يا غرقة!). { والخرطوم التي كانت محروسة بالشيخ أبو جنزير.. { هدمت وأزالت ضريح شيخها.. { فهل تصمد الخرطوم أمام (لعنة) إزالة الضريح؟! { أم تبحث عن (بيان) له في موقع آخر؟! { مسطول دخل في مظاهرة مكونة من شباب وشابات.. وبقي يهتف معاهم.. المتظاهرين لقوا صوتو قوي.. قاموا رفعوه على الأكتاف.. فقام المسطول سأل أقرب زول ليهو: إنتو السيرة دي عريسا وين؟!