قدم معهد البروفيسور عبد الله الطيب للغة العربية، بقاعة الشارقة بالخرطوم، ندوة بعنوان: «طرائق أداء الشعر العربي بين الإنشاد والإلقاء»، تحدث فيها كل من الدكتور الصديق عمر الصديق، الدكتور فيصل أحمد سعد، الأستاذ أحمد الخضر، الدكتور الحسين النور والأستاذ عمار البطحاني. تكلم الدكتور الصديق عمر الصديق، عن أصل طرائق الشعر عند العرب والبيئة التي نشأ فيها، وقال إن الفنون القولية ذات نشأة قديمة، مشيراً إلى فن «الرجز» و«المناحة» في المأتم، بالإضافة إلى معرفة العرب فن الإنشاد والغناء الذي كانت يقوم بأدائه الصبيان والجواري. وفي تعريفه لفن الإلقاء والإنشاد قال: ألقى الشيء بمعنى طرحه، والإنشاد من نشد الشيء أي طلبه بصوت عالي، وذكر أن كليهما له تأثير فني كبير على المتلقي، وذهب الدكتور الصديق عمر الصديق إلى توضيح الفرق بينهما، فقال إن الإلقاء هو إنشاد غير منغم، وأما الإنشاد هو إلقاء منغم، ويرى أنه من أهم سمات الشعر عند العرب إلقاءه واقفاً وذلك بغرض التأثير، وأضاف أن العرب تغير تمطيطاً في الشعر من أجل الترنم. أما الدكتور فيصل أحمد سعد، فتحدث عن فن الإلقاء في الشعر المسرحي والصور الدرامية المتجلية فيه، وعرّف فن الإلقاء بأنه تزيين الكلام وتجميله بغرض سلب اللب والوجدان، واعتبره شيئاً مطلوباً في فن المسرح، وأعطى الدكتور فيصل بعض النماذج من قصيدة «العودة إلى سنار» للشاعر الدكتور محمد عبد الحي، وقصيدة «صور العصر» للشاعر سيد عبد العزيز، وأكد أن الشعر ارتبط بالمسرح منذ قديم الزمان عند الرومان والإغريق، ثم تمرد الناس عليه فانحسر الشعر في المسرح ثم عاد مرة أخرى كما عند الشاعر الانجليزي (تي. اس. إليوت)، وعدد الفروقات بين الشعر المسرحي والقصيدة الدرامية، وقال يجب أن يتوفر قدر من النفس والمدى الصوتي عند الإلقاء المسرحي، مشيراً إلى مسرحية (تاجوج) لخالد أبو الروس، ودعا الدكتور فيصل أحمد سعد في ختام حديثه إلى توظيف الصوت بطريقة جيدة ونقل المعاني بصورة جميلة. فيما تحدث الدكتور الحسين النور، عن الإنشاد مورداً عدداً من النماذج فقال إن الحداء بالإبل أقدم ما نظم في الإنشاد عند العرب، وأضاف أن الصوفيين أطلقوا عليه اسم الإنشاد أو السماع، واستشهد يقول الغزالي بأن الإنشاد يتطلب ثلاثة أزمان هي المكان والزمان والحضور، كما عدد طرائق الإنشاد وهي الإنشاد المنفرد والإنشاد الجماعي والإنشاد الذي يقوم على اطار والدقلاشي والمعشر والمربع وغيره. وركز الأستاذ عمار البطحاني، على المعاني في الشعر وقال إن الإنشاد والتغني هما وجهان لعملة واحدة. فيما تطرق الأستاذ أحمد الخضر، إلى الإنشاد عند رجال الطرق الصوفية في السودان وقال إن البيئة السودانية زاخرة بالإنشاد والغناء الديني.