اعتبر رئيس حزب الأمة القومي المعارض؛ الصادق المهدي، أن الحديث عن إسقاط النظام في البلاد عبر المظاهرات «يحتاج إلى تدبر، لأن السودان ليس مثل مصر وتونس، لأن الجيش في مصر وتونس مهني، أما الجيش السوداني فمؤدلج. كما أن التركيبة في نظام الحكم في السودان مختلفة». وأوضح المهدي، في حوار مع «العربية.نت» أنه «يوجد بالسودان أكثر من (50) فصيلاً مسلحاً في دارفور والجنوب ومناطق أخرى، وهذا معناه أن الحالة التي يمكن أن تحدث في السودان ستكون شبيهة بما حدث في ليبيا واليمن». ليستدرك بالقول: «لكن مع استمرار سياسات الحزب الحاكم وعدم تغييرها، فسيكون وقوع هذه المواجهات حتمياً». وأكد أن الأحداث في ليبيا، إذا سارت إلى صالح القذافي سيكون هناك مزيد من الدعم لحركة العدل والمساواة الدارفورية، وإن كانت لصالح الثوار فلن يكون هناك دعم لحركة العدل. كما أوضح أنه لا يتوقع اتفاقاً بين حزبه والمؤتمر الوطني قريباً «لأن ذلك رهن بحدوث اختراق في القضايا الجوهرية المختلف عليها». إلا أنه أكد أن حزبه سيحسم الحوار مع المؤتمر الوطني قريباً بالاتفاق أو بالاختلاف. وقطع بأنه لا معنى لأي اتفاق جديد ينبني على نتائج الانتخابات السابقة لأنهم غير موافقين عليها، مشيراً إلى أنه لا بد من الاتفاق على انتخابات جديدة نزيهة والمؤسسة التي ستنتخب هي التي ستجيز الدستور، لأنهم يرفضون الدستور الحالي ويعتبرونه دستور قسمة ثنائية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. وفي سؤال حول شكل مشاركة حزبه في الحكومة إذا حدث اتفاق بينهم والحزب الحاكم؛ قال إنها ستكون على مبدأ حكومة قومية انتقالية تشمل (الأمة) والمؤتمر الوطني والقوى السياسية الأخرى، مضيفاً: «في هذا الإطار، من الضروري أولاً فك الارتباط بين المؤتمر الوطني والحكومة، ثانياً فك الارتباط ما بين المؤتمر الوطني والمجتمع المدني». وفي رده على سؤال حول اتهام بعض المراقبين السياسيين له بازدواجية المعايير في حواره مع المؤتمر الوطني وقيادته للمعارضة، قال المهدي إن هذا حديث ينم عن جهل، مبرراً ذلك بأنهم في حزب الأمة القومي قبل أن يبدأوا حوارهم مع المؤتمر الوطني تحاوروا مع القوى الأخرى واتفقوا على الأجندة، وقال إن «هناك بعض الناس يقولون لا فائدة في الحوار مع المؤتمر الوطني لأنهم يائسون، ومن يقولون هذا الحديث غالباً هم الذين كانوا مع المؤتمر الوطني وشاركوا معه وطردهم المؤتمر الوطني، (فلديهم غبينة الطرد)». إلى ذلك، قال المهدي إن أول مشاكل دولة الجنوب ستكون مشكلة أمنية كما هو واقع الآن من الخلافات والصراعات داخل الجيش الشعبي والحركة الشعبية والقبائل، فهي قضية أمنية كبيرة سيواجهها الجنوب بالإضافة إلى قضية التنمية، وقال: «في ظل هذه المشكلات وارد أن تتحول دولة الجنوب إلى دولة فاشلة بصورة سريعة جداً».