{ قطع الترجي التونسي ومولودية الجزائر والأهلي المصري أكثر من نصف المشوار نحو ربع نهائي رابطة الأبطال الأفريقية.. وهنالك وفاق سطيف، والرجاء البيضاوي المرشحان لعبور القطن وأسيك على التوالي، ليصبح ربع نهائي الأبطال هذا العام عربيا بنسبة كبيرة.. { الترجي استعاد نغمة الانتصارات القياسية، واكتسح دياراف السنغالي بخماسية، وأمن بشكل كبير مقعده مع الكبار.. والأهلي المصري لم يجد صعوبة تذكر أمام زيسكو وعاد من زامبيا بتعادل سلبي سيمنحه الأفضلية في لقاء الإياب بالقاهرة.. { وروض المولودية إنتر كلوب، قاهر المريخ، وتعادل معه بهدف في لواندا واقترب كثيراً من المجموعات.. وأعتقد أن المريخ وإذا ما قارنا إمكانياته مع المولودية سنجد الفوارق مضحكة، لصالح المريخ طبعاً، والمضحك أن المريخ فشل والمولودية نجح.. { الأندية العربية قالت كلمتها في الدور الثاني لبطولة الأبطال الأفريقية.. ولعل الحقيقة أن تلك الفرق لا تملك الإمكانيات الخرافية التي يملكها المريخ، الذي ودع مبكراً وتفرغ للعب المحلي رغم ملايين الدولارات التي صرفت على الفريق.. { حتى في ملف اللاعبين الأجانب، الذين تضمهم فرق الترجي والمولودية والوفاق والأهلي المصري نجد أن العين الفاحصة هي التي تعمل، ولا مكان للسماسرة وإنما الكلمة للفنيين.. ويتسلم اللاعب الأجنبي مستحقاته على المدى الطويل.. { وتألق الأندية العربية في بطولة الأبطال الأفريقية ليس جديداً هذا العام، ولكنه قديم ومسنود بالتخطيط والعمل المدروس ولا مجال فيه للفهلوة والشوفونية ولأن الوضع كذلك فإن الإنجازات لم تغب عن عرب القارة.. { إننا بالجد أمام دروس عميقة للطريقة التي تتبعها الأندية في تصريف أمورها خاصة في ما يتعلق بالصرف، والتعاقدات، واختيار الأجانب، والخطط المرحلية.. وأعتقد أن كل ناد من الأندية التي تقدمت ووصلت إلى هذه المرحلة اجتهد ووضع خططه وشرع في التنفيذ.. { وذلك الفهم المتقدم، ومن وجهة نظري، أعتقد أنه هو الغائب عن أنديتنا التي تشارك في كل عام بشعار الفوز بالبطولة.. ويتشابه حلمها ذلك مع الأحزان التي تولد كبيرة ولكنها سرعان ما تتراجع مع الأيام.. { في كل عام يشارك المريخ والهلال بشعار إحراز البطولة الأفريقية.. وحتى إذا كانت البطولة عربية فإن التربع على العرش يكون هو الشعار المشترك بين الفريقين.. وفي كل مرة تأتي النهاية متشابهة في الخيبة.. { وعندما يفقد الفريقان الأمل يتحولان للمنافسة المحلية، والمكاواة التي تستمر إلى حين موعد المشاركة الجديدة في العام التالي.. وهكذا تمضي مسيرتنا دون أن يفكر أحد المهتمين في لفت أنظار أصحاب الشأن.. { إنها مجرد ملاحظة نتمنى أن يتوقف عندها الزملاء في الإعلام الرياضي وأن يقوموا بتناولها بالأسلوب العملي البعيد عن التعصب أملاً في غد مشرق.