{ تلوح في الأفق ملامح تقارب (مصري - قطري)، فقد زار أمير قطر الشيخ «حمد بن خليفة» القاهرة يوم الثلاثاء الماضي، وأجرى مباحثات مع المشير «طنطاوي» رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، كما حضر رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ «حمد بن جاسم» حفل توقيع اتفاق المصالحة التاريخي بين حركتي «فتح» بزعامة الرئيس «أبومازن» و«حماس» بقيادة «خالد مشعل» رئيس المكتب السياسي للحركة. { اتفاق المصالحة الفلسطيني، استعاد ل «مصر» دورها الطليعي بين الدول العربية، وبعث قدراً من (الثقة) في مجلس وزراء (الثورة) ووزير خارجيتها - الهاء ترجع إلى الثورة - السيد «نبيل العربي»، فقد حمل مواطن «فلسطيني» في «رام الله» لافتة التقطتها الفضائيات عبر الكاميرات تقول: (شكراً لمصر الثورة.. شكراً لنبيل العرب «بدون ياء»)!! { إذن، بعد أن تملكنا إحباط من (تراجع) أجندة ثورة «25 يناير» إلى (الداخل)، واستغراقها في قضايا وأزمات «مصر» الداخلية، فإن (نبيل العرب)، أو (العربي)، أخذ القفاز، وأجرى اتصالات سريعة بين السلطة الفلسطينية وحركة فتح في «رام الله» وحركة «حماس» وحكومتها (المقالة) في «قطاع غزة»، وقيادتها في الخارج، لتسفر الاتصالات عن (اتفاق كبير) أنهى قطيعة دامت أكثر من (4) سنوات طويلة بين الجناحين..!! { «مصر» صالحت الفلسطينيين، وباغتت «الإسرائيليين»، وأفزعت «نتينياهو» رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني، فهرول إلى «باريس» و«لندن» لكسبهما إلى صف معارضة (وحدة) الفلسطينيين!! وهل من دولة كبرى و(محترمة) يمكنها أن ترفض (المصالحة).. أيَّة مصالحة بين طرفيْن متقاتليْن؟! { و«مصر» الآن تستعيد أراضيها (المسلوبة)، وتسترضي (خصومها) في الجامعة العربية، وعلى رأسهم دولة «قطر». { الملف المرشَّح لإثارة المزيد من التوتُّر بين «مصر» و«قطر» هو ملف ترشيح أمين عام للجامعة العربية، فالمصريون رشَّحوا «مصطفى الفقي»، وقطر قدّمت مواطنها «عبد الرحمن العطية».. والسودان اعترض على ترشيح «الفقي» لمواقف (خاصة) بالمرشح اتخذها في وقت سابق عبر تصريحات نشرتها صحف مصرية. { السودان - حسب سياسة الأستاذ «علي كرتي» الخارجيَّة - يتجه إلى دعم المرشح (القطري)..!! أو هكذا يبدو الموقف السوداني من خلال التصريحات!! { في تقديري أنا - العبد الفقير إلى الله - أن أحد المرشحين سينسحب في النهاية للآخر، وغالباً ما تسحب «قطر» مرشَّحها، مقابل تسويات في ملفات مختلفة وفتح صفحة جديدة في العلاقات. { وإذا حدث هذا، قبل أن توفِّق (دبلوماسيَّة الأستاذ كرتي) أوضاعها، وأوضاع السودان، فإنَّ بلادنا ستخسر «مصر» وتخسر أيضاً الأمين العام (الجديد) للجامعة العربية!! { على السودان أن يتحرك عاجلاً لتدارك الموقف غير الموفق، خاصة بعد (رفض) (كبار) الحكومة ترشيح د. مصطفى عثمان إسماعيل للمنصب، لأسباب لا علاقة لها بعقدة الدونية!!