قام ثوار الجبل الغربي بأسر عدد من أفراد القوات الموالية للعقيد معمر القذافي، بينهم مهاجرون ممن يحملون جنسيات عربية وأفريقية. واعتقل الثوار هؤلاء الأفراد أثناء تصديهم للعمليات العسكرية للكتائب، مما حال دون تمكن قوات القذافي من السيطرة على مدن الجبل الغربي. وقالت وكالة رويترز إن الأسرى المسجونين بإحدى المدارس الثانوية بمدينة الزنتان بينهم خمسة من إقليم دارفور وجمهورية تشاد، قالوا إنهم خدعوا لاعتقادهم أنهم يواجهون غزوا لتنظيم القاعدة. وكثيراً ما نفت حكومة العقيد معمر القذافي أنها تستخدم المرتزقة في عملياتها العسكرية ضد الشعب الليبي، متحججة بأن الجنود التابعين للكتائب الأمنية هم ليبيون جميعاً وليس منهم من يحمل جنسية أخرى، وإن كان أغلبهم من ذوي البشرة السمراء. وقال محمد، الذي ذكر أنه من دارفور ويعمل في مجال الديكور، إنه جند في شهر إبريل الماضي، مضيفاً: “في طرابلس ذهبت إلى معسكر للجيش، وهناك تدرّبت على كيفيّة استخدام الأسلحة.. قالوا لنا إننا ذاهبون فقط لحراسة نقاط التفتيش.. قالوا لنا هناك قاعدة.. لقد تم خداعنا”. وقال أسير آخر، ويدعى إسماعيل: غادرت دارفور في اتجاه طرابلس في مارس 2009، مضيفاً: “لقد انضممت إلى الجيش بعد أن قيل لي إنه يجب محاربة تنظيم القاعدة.. إنهم لم يعطوني أي أموال.. فقط كان هناك الغذاء والسجائر”. ومضى إسماعيل يقول: “هناك الكثير من الناس يقاتلون من أجل القذافي من السودان وتشاد”. وقال رداً على سؤال حول ما إذا كان قد تمكن من الاتصال بأسرته: “عائلتي لا تعرف أنني هنا.. لم أتحدث إلى أي شخص خارج السجن”، وأضاف أنهم يلقون معاملة حسنة منذ أن أسرهم الثوار، وأجاب بالنفي عندما سئل إذا كان قد رأى طبيباً. وقد تم إلقاء القبض على الأسرى في معارك قرب الزنتان في 15 أبريل و1 مايو، ولم تظهر عليهم علامات واضحة على تعرضهم للضرب.