مثلما كان يوم الاستقلال في الأول من يناير عام 1956م فخراً وكرامة وعزة لكل أهل السودان اليوم أيضاً تبدأ مرحلة وامتداد جديدة لمسيرة السودان نحو المستقبل وفي ذاكرتنا المشاهد والصور والرموز الوطنية المرتبطة بسيادة الدولة، متمثلة في دور الحرس الجمهوري في القيام بالمهام التأمينية لمقر رئاسة الدولة، وكذلك تنظيم وترتيب التشريفات المراسمية وأداء الواجبات تجاه ضيوف البلاد من الملوك والرؤساء من الدول الشقيقة والصديقة وغيرها، وإنجازها على أكمل وجه، لذا لزاماً علينا أن نقف وقفة تأمل لماضي السودان المشرف من خلال هذه الرموز والصور وتحفيزاً لنا جميعاً من أجل أن يظل السودان دولة لها أمجادها وتاريخها وحضارتها نفاخر به أينما ذهبنا وأينما ذكر فيه اسم الوطن السودان وواجبنا يحتم علينا أن نداوم على خدمته من أجل أن يظل اسمه شامخاً عالياً بين الشعوب والأمم. في الفترة التي سبقت إنشاء الحرس الجمهوري وأعقبت الاستقلال (1956-1960) فقد كان هنالك مجموعة من طوابير الشرف التي تم تنفيذها بواسطة سلاح المهندسين وكان أشهرها طابور شرف الجندي المجهول أمام محطة السكة حديد الخرطوم، طابور شرف رفع علم السودان وطابور جلاء القوات البريطانية من السودان 1/1/1956م وطابور جلاء القوات البريطانية من قناة السويس وكان بقيادة العميد عمر الحاج موسى وقائد ثاني العقيد عوض عبدالرحمن صغيرون ولقد نال سلاح المهندسين شرف سودنة قرقول رئاسة الجمهورية وتم إنشاء الحرس الجمهوري في الخامس عشر من أكتوبر من العام 1960م بقوة قوامها سرية مشاة عبر نقل ضباط صف وجنود من القيادة الشمالية - القيادة الشرقية - حامية الخرطوم وبعض الوحدات الأخرى وقد نال العميد مصلح محمد الأمين شرف أول قائد للحرس الجمهوري وكانت مهام الحرس تنحصر في طوابير الشرف بالإضافة لتأمين القصر الجمهوري وشمل تطور الحرس مراحل مختلفة بدأ بسرية مشاة ليصبح كتيبة مشاة ثم لواء مشاة في العام 1992م تم مقترح فرقة الحرس الجمهوري ثم حدث تطور كبير في التسليح فبعد أن كان التسليح عبارة عن الأسلحة البيضاء تطورت إلى البندقية ماركة 4 والمرمطون والقربين إلى أن اصبح كما هو عليه الآن. المهام والملبوسات في عهد الاستعمار البريطاني كان يتم أخذ المقاسات من الأفراد ويتم تفصيل اللبس بواسطة شركة عابدين عوض للمهام العسكرية بشارع الجمهورية وكان اللبس يتكون من الجبة بلون كاكي، العمامة بلون كاكي وحزام يربط في منتصف الفرد (حسب لون الوحدة) والشبط والقلشين (القلشين شريط بلون كاكي يلف حول الساق)، وبندقية ماركة (4). وظهر الحرس الجمهوري في العام 1956م بزي قميص كاكي، رداء كاكي، كسكتة وبها ريشة، بوت، قلشين، وبندقية ماركة ( 4) واستمر حتى العام 1970م وتغير إلى ما هو عليه الآن وأصبح يتكون من بدلة، بنطلون، قاش، بوت، لطاش، علماً بأن اللون الأبيض يكون ارتداؤه في الصيف والأزرق في الشتاء. المهام والواجبات عند إنشاء الحرس الجمهوري كانت مهامه تنحصر في استقبال ضيوف البلاد عبر طوابير الشرف بالإضافة إلى تأمين القصر الجمهوري إلى أن تطورت المهام فأصبحت المهام التشريفية التي أفردت لها رئاسة الحرس الجمهوري استقبال ضيوف البلاد من الملوك والرؤساء ورؤساء مجالس الوزراء والسفراء والوفود العسكرية والدبلوماسية، ومن المهام التشريفية طابور شرف كامل بالعلم ويكون للسادة الرؤساء في المطار، طابور شرف كامل بدون علم للسادة السفراء عند تقديم أوراق اعتمادهم ويكون داخل مساحة القصر وطابور صفين ويكون لكل الضيوف على مستوى الرؤساء بحيث يتم استقبالهم بطابور شرف مخصص لنواب الرؤساء وطابور الحرس المزدوج وهو عبارة عن طابور خاص بالوفود العسكرية الزائرة للقوات المسلحة أو في حالة تخريج دورة ضباط في الأكاديمية العسكرية العليا وطابور القائد الأسبوعي وهو عبارة عن طابور شرف كامل يقام يوم الخميس من كل أسبوع بحضور السيد القائد وأخيراً من المهام غيار القرقول الشهري وهو عبارة عن طابور يقام يوم الجمعة من بداية كل شهر ويتم من خلاله غيار الديدبانية وهو تقليد مأخوذ من الجيش البريطاني وتشارك فيه موسيقى الحرس الجمهوري بعزف مقطوعة الثعبان ولحن المساء ومجرى النيل وهو عبارة عن برنامج ترفيهي يحضره العديد من المدنيين السودانيين والأجانب بالإضافة لقدامى العسكريين. وقد كانت هنالك لفتة بارعة من قيادة الحرس الجمهوري بتكريم الذين قاموا بسودنة قرقول رئاسة الجمهورية وذلك بتسلمهم مهام حراسة رئاسة الجمهورية من المستعمر البريطاني في العام 1956م. ومن السلامات التي تعزف في طوابير الشرف المختلفة هي السلام الجمهوري الذي قام بتأليف كلماته الشاعر المخضرم أحمد محمد صالح وقام بوضع الألحان الاميرلاي أحمد مرجان وهو أول قائد لسلاح موسيقى القوات المسلحة وخصص السلام للسيد رئيس الجمهورية، السادة نواب رئيس الجمهورية وممثلي رئيس الجمهورية والمنافسات الدولية التي يكون السودان طرفاً فيها، وسلام المجد وهو عبارة عن مقدة موسيقية للفنان الراحل إسماعيل عبد المعين.. إلى العلا إلى العلا وخصص لوزير الدفاع، وزير الداخلية، وزير العدل، رئيس القضاء، رئيس المجلس الوطني، وسلام الفداء، السادة الولاة ومدير عام قوات الشرطة، والسلام الرفيع الذي خصص لنواب رئيس هيئة الأركان المشتركة ونائب مدير قوات الشرطة وسلام المجاهد وخصص للسادة قادة المناطق العسكرية والفرق والأسلحة والقيادات ومديري الإدارات وقادة الوحدات والألوية المستقلة والسادة الوزراء الولائيين والسادة المعتمدين، وكذلك سلام العلم ويعزف عند رفع العلم على السارية، قرقولات الشرف ودخول وخروج العلم في الطوابير المختلفة.