دعا أهالي وادي حلفا، في أقصى شمال السودان، إلى استئناف رحلات القطار الذي يصل إلى مدينتهم. وأكد مواطنون فوائد الرحلات على صعيد الروابط الاجتماعية والتجارية، بين أهالي الشمال من جهة وبقية أجزاء السودان من جهة أخرى. وظل إنسان وادي حلفا بالولاية الشمالية، لعقود، مرتبطاً بالقطار والسكة الحديد، لكن الحركة توقفت تماماً الآن خاصة قطار الركاب ليتوقف معها ماض من الذكريات الجميلة. ومن الرموز التي تميّزت بها مدينة وادي حلفا، صافرتا الباخرة والقطار، بيد أن النوبيين، سكان المنطقة، يتخوفون من عدم سماع الصافرة الثانية مجدداً. وقالت عضو المجلس التشريعي بالولاية الشمالية، ناهد طمبل ل(الشروق)، إنها تناشد السلطات عودة القطارات إلى مدينة وادي حلفا. وأكدت أن عودة القطار يعزز تواصل المنطقة مع ولاية النيل ومحطات مثل أبوحمد والشريك، وهو الأمر الذي أصبح الآن مستحيلاً، مضيفة أن توقف القطار يزيد من معاناة الطلاب نسبة لارتفاع تكلفة السفر بالبص. وقال فيصل عبدالحفيظ من إدارة التخطيط الاجتماعي في وادي حلفا، إن ثمة ارتباطاً وجدانياً بين أهالي حلفا والقطار باعتباره الرابط بين منطقتهم النائية وولاية نهر النيل وصولاً إلى أبوحمد وعطبرة وحتى العاصمة الخرطوم. وأفاد بأن القطار كان وسيلة الحركة الوحيدة، حيث لا يعرف الإنسان النوبي غير السكة الحديد، لكن توقف الرحلات جعلهم يحنون لعهد السكة الحديد الزاهر ورحلة القطار عبر الصحراء حتى أبوحمد. من جانبه، استغرب إبراهيم داؤود، وهو معلم متقاعد، التردي الذي لحق بالسكة الحديد، بعد أن كانت تعمل «زي الطلقة». وأشار إلى أنه كانت هناك ثلاثة قطارات، في السابق، تسيِّر رحلاتها إلى وادي حلفا خلال أيام الموسم، ثم تقلّصت إلى قطار واحد ومن ثم توقفت الرحلات تماماً. وطالب هيئة السكك الحديدية بإعادة القطار الذي يساعد كبار السن على السفر لأنهم لا يحتملون السفر عبر البصات السفرية، مؤكداً كثرة الركاب ومساعدة ذلك في انتعاش المنطقة.