وسط دهشة جميع أهل السودان وبصورة مرتبة ومدروسة وممنهجة منعت السلطات قناة النيل الأزرق من بث برنامجها الأكثر شهرة والأعلى مشاهدة (أغاني وأغاني) في توقيته المعلوم والراسخ في قلوب كل السودانيين داخل وخارج البلاد، الذي تبثه القناة في رمضان طوال السنوات الماضية؛ في السابعة والنصف مساء أو (عقب الإفطار الرمضاني) مباشرة، وقضت سلطات الثقافة بولاية الخرطوم أن يبث البرنامج في الحادية عشرة ليلا بحجة أن بثه المبكر سيؤدي إلى تراجع أعداد المصلين لصلاتي العشاء والتراويح، غير أنها بحسب مهتمين ومراقبين - أي السلطات - تركت الحبل على الغارب ومنحت الإذن لبقية الفضائيات لأن تبث برامجها المستنسخة من (أغاني وأغاني) أو تدور في فلكه فتقدم قناة هارموني برنامج (بنات حواء) الذي تقدمه أم وضاح وبه أربع من مطربات الدلوكة يقدمن أغاني السيرة وأغاني البنات، وفي قناة الشروق المدعومة من حكومة المؤتمر الوطني - بحسب مراقبين - يبث برنامج (أعز الناس) عقب الإفطار وهو مشابه ل(أغاني وأغاني) - المحظور بأمر الحكومة - وقوامه المطرب الموسيقار محمد وردي والشاعر إسحق الحلنقي وتقدم خلاله عشرات الأغنيات، أما قناة زول فتبث برنامجها (ريحة البن) وتلفزيون السودان يقدم برنامج بيني وبينكم والكاميرا الخفية بجانب البرامج الغنائية بقناتي أم درمانوالخرطوم الجديدتين. وبدأت علامات الاستفهام تدور في رؤوس عمارات الخرطوم وصائميها من استهداف واضح لقناة النيل الأزرق وجنرالها حسن فضل المولى عبر الحملة المنظمة من رجال الدين ضد (أغاني وأغاني) ومنتجه الشفيع عبد العزيز ومقدمه الشاعر الكبير السر أحمد قدور ومخرجه مجدي عوض صديق مع ملوك الطرب الشبابي؛ طه سليمان، نادر خضر، عاصم البنا، جمال فرفور، عصام محمد نور، شريف الفحيل، رماز ميرغني، أفراح عصام، منارصديق وصباح عبدالله وأكد مواطنون ل(الأهرام اليوم) أن ذات السلطات التي تبكي على الدين الإسلامي وتأثير (أغاني وأغاني) عليه تركت الباب مواربا للقنوات الأخرى لتقدم ساقط البرامج وهابط الغناء دون حسيب أو رقيب وتساءلوا ماذا تريد حكومة الخرطوم أو السودان من وراء تقديم وتأخير بث هذا البرنامج؟ وإلا فأن ما قاله المطرب كمال ترباس مؤخرا قد يكون صحيحا إذ قال إن أهل السلطة قد قصدوا بالتأخير أن يتركوا الفرصة واسعة لهم لمشاهدة البرنامج (بمزاج).!!