{ بعد دقائق من موافقة السودان على إرسال قوات إثيوبيَّة إلى منطقة «أبيي»، وكنَّا وقتها مرافقين للسيد رئيس الجمهورية في أديس أبابا - الأستاذ النور أحمد النور رئيس تحرير «الصحافة»، وشخصي - قلتُ لأحد أعضاء وفد الحكومة من العسكريين: (إن وجود قوة عسكريَّة إثيوبيَّة في «أبيي» سيؤدي إلى سقوط ضحايا من جانب الإثيوبيين والمسيريَّة، لسبب أو لآخر، وهذا ربما يقود إلى تدهور العلاقات بين السودان وإثيوبيا).. قلتُ هذا أثناء متابعتنا لمفاوضات الحكومة مع اللجنة الأفريقيَّة العليا برئاسة «ثابو أمبيكي» في صالات قصر الإمبراطور «هيلا سلاسي»، وبعد عودتنا إلى «الخرطوم» نبَّهتُ إلى هذا (الخطر) عبر (تحيَّة واحتراماً)، رغم أن بعض القيادات قلَّل من درجة الخطر..!! الآن.. وبعد أيَّام من وصول القوات الإثيوبيَّة إلى «أبيي»، سقط أفراد منها ضحايا ألغام الجيش الشعبي..!! وحاولت الأممالمتحدة افتعال مشكلة مع القوات المسلحة السودانيَّة بدعوى أن الجيش السوداني عرقل عمليَّات إجلاء جرحى القوة الأمميَّة من «أبيي» (إثيوبيين)، وهو ما نفاه بشدَّة المتحدث باسم الجيش العقيد «الصوارمي خالد سعد». وقال رئيس عمليات حفظ السلام بالأممالمتحدة «آلان روي» إنَّ الأمين العام «بان كي مون» احتجَّ إلى سفير السودان بالأممالمتحدة بشأن الحادث الذي وقع نهاية الأسبوع المنصرم!! { إذن.. هي بداية المشكلات التي نبَّهنا لها.. ولكن أكثر خبراء وعلماء.. ودبلوماسيي الحكومة.. لا يعقلون !! و(ربنا يجيب العواقب سليمة). - 2 - { محاولات الابتزاز السياسي التي يلجأ إليها هذه الأيام كلٌّ من «مالك عقار» و«ياسر عرمان» بالتلويح بخيار (الحرب).. تخالف كل شرائع الديمقراطيَّة وأعراف العمل السياسي في الدنيا.. { إنَّهم (جنرالات) في (مليشيات) أُعدًّت خصيصاً لتمزيق السودان.. (جنرالات) شعارهم: (إمَّا النجمة أو الهجمة)!! وقد (هجم) بالفعل رفيقهم «عبد العزيز الحلو» في جنوب كردفان، ولا خيار أمام الشعب السوداني كله، سوى أن (يهجم) على كل متحرِّفٍ لهجوم. قاتلهم الله. - 3 - { تابعتُ بتمعُّن وتمهُّل برامج عديدة على شاشات فضائيَّات سودانيَّة وعربيَّة مختلفة، وأستطيع أن أجزم بأنَّ قناة النيل الأزرق، رغم (الربكة البرامجيَّة) التي عانت منها بفعل (التدخلات السياسيَّة غير الأمينة) التي أدَّت إلى تغيير مواعيد بث برنامج (أغاني وأغاني) إلى الحادية عشرة مساءً، إلاّ القناة مازالت تتربَّع على عرش الصدارة في قلوب وعيون أغلب المشاهدين في السودان. (النيل الأزرق) تحفظ علينا شبابنا داخل سياج ثقافتنا وتراثنا وفنوننا، وبالعدم، فإنَّ (الريموت كنترول) سيتحوَّل إلى باقات: (روتانا)، (MBC)، (ART)، و(L.B.C).. و(عينك ما تشوف إلاّ النور).. و(مش ح تقدر تغمَّض عينيك)!! { لم تكتف النيل الأزرق ببرنامج (أغاني وأغاني)، بل أبدعت في سهرات (ليالي على النيل)، فبالأمس استمتعتُ بسهرة مع الفكاهة وأصحاب (المزاج الرايق).. كوميديانات المسرح السوداني.. «جمال عبد الرحمن»، و«محمد موسى» وزملائهما، وسعدت بالتعرُّف على (الوجه الآخر) للبروفيسور (ود أم درمان) «عبد الرحيم السيد الكرار» أستاذ الطب البيطري بجامعة الخرطوم. { (البروف) ابن أحياء (بيت المال، السيد المكي، وودأرو) هو بالمناسبة زوج السيدة «جلاء إسماعيل الأزهري» كريمة زعيم السودان التاريخي، وهو ما لم يُشر إليه معدُّو ومقدِّما السهرة المتميزين «تسابيح خاطر» و«محمد عثمان»، وهما مقدِّمان رائعان نشهد لهما بالإجادة والتميُّز. { لم يعجبني منهج محاربة (أغاني وأغاني) بواسطة بعض الرسميين الذين أفسحوا بالمقابل المجال واسعاً لبرامج غنائيَّة (صاخبة) بُعيْد الإفطار في قنوات سودانيَّة أخرى، مثل قناتي (الشروق) و(هارموني). لماذا تفرِّقون بين (الشروق) و(النيل الأزرق).. لماذا تعتمدون سياسة (الخيار والفقُّوس)؟ علماً بأنَّ بعض رعاة (المشروع الحضاري) من مؤسِّسي (الشروق)؟! { الأستاذ «معتصم الجعيلي»، صاحب قناة (هارموني)، مع تقديري لمجهوداته (الإخراجيَّة) ولمساته الفنيَّة في برنامج (بنات حواء)، إلا أنَّه لم يستفد من تجربة صديقنا الدكتور «الهاشمي الحامدي» في قناة المستقلة اللندنيَّة التي كنت مديراً لمكتبها في السودان قبل أكثر من «عشر سنوات»، وكنَّا نلحُّ عليه بنقل «المستقلَّة» إلى قمر (نايل سات)، إلاّ أنَّه كان يصرُّ على أن (عربسات) أفضل..!! وهكذا ظللنا نلهث.. ونلهث.. ونعدُّ.. ونقدِّم البرامج، ولا يشاهدنا أحدٌ في السودان.. حيث أن الغالبيَّة العظمى من السودانيين من عشَّاق (نايل سات) المصري!! { عزيزي «الجعيلي».. الجاتك في (عربسات) سامحتك.. وأرجو صادقاً مع نفحات هذا الشهر الفضيل وظلال بركاته، أن تحذف عاجلاً لقطة (الجبجبة) للفنانة (إنصاف مدني) وهي ترقص (باندياح) على المقعد، في مشهد مثير، أدعو وزير الإعلام الدكتور كمال عبيد إلى متابعته خلال مشاهد (الترويج) المكثف للبرنامج طوال اليوم. { ورمضان كريم.