ظهور العذراء: ظهرت العذراء مريم أم النور في كنيستها بالزيتون في الثاني من شهر إبريل 1968م، وأتي هذا الظهور بعد نكسة يونيو1967م، وكان من سلبيات يونيو منع زيارة القدس بعد أن وقعت تحت الاحتلال اليهودي، وقال البعض إن الناس لن يتمكنوا من زيارة موقعها في القدس الشريف، فجاءت هي لتزورهم من خلال كنيسة الزيتون. وعندما سمعت نبأ ظهورها تحركت مشاعري نحو التمتع برؤياها، ورغم أن الظروف لم تكن مواتية فلقد كنت أنتظر وزوجتي أول أبنائي، وكانت زوجتي في وضع لا يسمح لها بالسفر، فسافرت بمفردي سريعاً ومنذ اليوم الأول، ذهبت إلي الزيتون، ولقد كنت سابقاً أخدم بين شباب كنيسة الزيتون، وأقيم اجتماعاً لموظفي النقل العام، في جمعية أصدقاء الكتاب المقدس، 48 شارع طومانباي، واستعدت أجمل الذكريات، وترقبت مع المنتظرين ظهور العذراء وفعلاً تشرفت برؤياها مرتين في ليلة واحدة، ورآها معي كثيرون، وكان وقتها معي في نفس المكان الصديق المحترم النمرود نجيب عبدالله الذي هلل لها بصوت مرتفع، بينما انحبس في فمي الكلام وفقط بدأت أذرف دموع رجاء للرب أن يحافظ عليَّ وعلى أسرتي، وعلى وطني السودان بحمايته ورعايته. بيان البابا: وقد أصدرت البطريركية بياناً واضحاً تحدثت فيه عن ظهور عذراء الزيتون، ولم يكن همس الشارع في مصر بمن رأى العذراء سوى همس صادق، فلقد رآها زعيم مصر جمال عبدالناصر، ورآها الوزراء وكبار رجال الدولة، وتحمس وزير الداخلية لظهورها، وأصدر تعليماته أن تكون هذه المنطقة مكاناً سياحياً ترعاه الداخلية، وتتمتع بمزاياه السياحية في مصر، لقد ظهرت العذراء ذات مرة ساعتين ونصف الساعة بدون انقطاع، وكانت تلك المدة كفيلة بأن يدعوا من رأى أصدقاؤه لكي يروا ويعاينوا هذه البركة العظيمة، ومن الأفضل أن أقدم لكم بيان المقر البابوي بكل نصه وروح كلماته فإلى البيان. البيان البابوي: منذ يوم الثلاثاء 2 أبريل 1968 الموافق 24 برمهات 1674 توالى ظهور السيدة العذراء أم النور في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي باسمها بشارع طومانباي بحي الزيتون بالقاهرة. وكان هذا الظهور في ليال مختلفة كثيرة لم تنته بعد، بأشكال مختلفة، فأحياناً بالجسم الكامل وأحياناً بنصفه العلوي، يحيط بها هالة من النور المتلألئ، وذلك تارة من فتحات القباب بسطح الكنيسة، وأخرى خارج القباب، وكانت تتحرك وتتمشى فوقها، وتنحني أمام الصليب العلوي، فيضئ بنور باهر، وتواجه المشاهدين وتباركهم بيديها وإيماءات رأسها المقدس، كما ظهرت أحياناً بشكل جسم كما من سحاب ناصع أو بشكل نور يسبقه انطلاق أشكال روحانية كالحمام شديد السرعة، وكان الظهور يستمر لفترة زمنية طويلة وصلت أحياناً إلى ساعتين وربع كما في فجر الثلاثاء 30 أبريل سنة 1967م الموافق 22 برمودة سنة 1684 حين استمر شكلها الكامل المتلألئ من الساعة الثانية والدقيقة الخامسة والأربعين إلى الساعة الخامسة صباحاً. وشاهد هذا الظهور آلاف عديدة من المواطنين من مختلف الأديان والمذاهب، ومن الأجانب ومن طوائف رجال الدين والعلم، والمهن وسائر الفئات الذين قرروا بكل يقين رؤيتهم لها، وكانت الأعداد الغفيرة تتفق في وصف المنظر الواحد بشكله وموقعه وزمانه، بشهادات إجماعية تجعل ظهور السيدة العذراء أم النور في هذه المنطقة ظهوراً متميزاً في طابعه، أمران هامان: الأول انتعاش روح الإيمان بالله والعالم الآخر والقديسين، وإشراق نور معرفة الله على كثيرين كانوا بعيدين عنه، مما أدى إلى توبة العديدين وتغيير حياتهم، والثاني حدوث آيات باهرة من الشفاء المعجزي لكثيرين ثبت علمياً وبالشهادات الجماعية. وقد قام المقر البابوي بجمع المعلومات عن كل ما سبق بواسطة أفراد ولجان من رجال الكهنوت الذين تقصوا الحقيقة وعاينوا بأنفسهم هذا الظهور، وأثبتوا ذلك في تقاريرهم التي رفعوها إلى قداسة البابا كيرلس السادس. والمقر البابوي إذ يصدر هذا البيان يقرر بملء الإيمان، وعظيم الفرح، وبالشكر الانسحاقي أمام العزة الإلهية أن السيدة العذراء أم النور قد والت ظهورها بأشكال واضحة ثابتة في ليال كثيرة مختلفة لفترات متفاوتة وصلت في بعضها لأكثر ساعتين دون انقطاع وذلك ابتداءً من مساء الثلاثاء 2 أبريل 1986 حتى الآن بكنيسة السيدة العذراء القبطية الأرثوذكسية بشارع طومانباي بحي الزيتون في طريق المطرية بالقاهرة وهو الطريق الثابت تاريخياً أن العائلة المقدسة قد اجتازته في تنقلاتها خلال إقامتها بمصر. جعل الله هذه البركة رمز سلام للعالم، ويمن لوطننا العزيز، وشعبنا المبارك الذي سبق الوحي الإلهي فنطق عنه.. مبارك شعبي مصر. السبت 4 مايو سنة 1968م 26 برمودة سنة 1684ش المقر البابوي بالقاهرة