لعنة ثورة الفيس بوك دخلت أوربا في أشرس مظهر لها وذلك بعد أن شهدت بريطانيا ومدن أخرى أعمال شغب حسب توصيف الحكومة البريطانية لها بذلك، فيما يصفها البعض بأنها انتفاضة وآخرون يقولون إنها انتفاضة جيل لعبة ال(playstation) البليستيشن، حينها ترأس رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون اجتماعاً للجنة الطوارئ الحكومية وقال بعد ذلك إن أكثر من 750 شخصاً اعتقلوا، وإن العدالة ستأخذ مجراها بحق من وصفهم بأنهم مرتكبو أعمال عنف. إذن لا زالت أقوال المراقبين والمحللين تتضارب في وصف هذه الحالة التي شهدتها بريطانيا لعدد أربعة أيام والسبب في كل هذا هو موت شخص برصاص، فهذه هي الشرارة إذن، وبالتالي هي تشبه شرارة ثورات الفيس بوك العربية التي بدأها بوعزيزي والغريب في الأمر أن وصف ديفيد كاميرون لثورة الشباب في لندن تطابق مع وصف الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي حينما كان في السلطة ووصف مناهضيه بأنهم مجرمون ومتسللون فقط، ويتطابق أيضاً مع وصف العقيد معمر القذافي للثوار في ليبيا بأنهم في حالة غياب وعي نتاج استخدامهم لحبوب الهلوسة، فما يحدث في الشارع العربي من ثورات هي مبررة نظراً للحالة الاقتصادية لهذه الدول وعوامل الفقر التي تعاني منها شعوب العالم الثالث والذي ليس مبرراً هو أن تصل أوربا، إذن فما الذي دها أوربا التي تكونت دولها قبل 900 سنة وسبقتنا في التنمية والصناعة والحضارات فهل اقتحمت ثورات الفيس بوك تلك القلاع الحصينة وما عاد بالتالي هناك عالم متقدم وعالم فقير وإلا فما الفرق إذن هنا بين ديفيد كاميرون وبن علي والقذافي وعلي عبدالله صالح ومبارك. القضايا التي ثار من أجلها شباب الإنجليز هي ذات القضايا التي تشغل بال الشباب العربي والشارع العربي، لذا ننصح كاميرون بعمل ميدان تحرير وسط لندن لأن المسألة لن تتوقف عند هذا الحد فالسرطان ذهب إلى هناك وهو لا يفرق بين مدن الضباب ومدن الشمس الساطعة، فالكل إذن في الهم شرق، فالبطالة وسط الشباب هي البطالة والفقر هو الفقر وهي رسالة قوية الآن لدول الثماني الصناعية ودول الخمسة زايد واحد، إذن أوروبا موعودة بثورة تغيير بدأت ببريطانيا وستنتقل إلى كل دول اليورو والعدوى ستصل أمريكا وما في حد أحسن من حد. كاميرون شدد على أن المزيد من قوات الشرطة سينزل إلى الشوارع لمنع أي أعمال شغب أخرى، وقال إن صور مرتكبي أعمال العنف نشرت وسيتم اعتقال وتوجيه التهم للمزيد منهم. وذكرت الأنباء أن من بين الذين وجهت لهم التهم مصمم رسوم وطلبة جامعات وخريجين. فإذا كانت دول أوروبا تقول إنها تتبع النهج الديمقراطي وإن ثورات الفيس بوك تنادي بالديمقراطية فما الحكاية إذن؟!