أثارت تهديدات أطلقتها وزيرة الدولة بوزارة الإعلام؛ سناء حمد، نحو حكومة دولة الجنوب الوليدة، تساؤلات كثيرة وسط المراقبين السياسيين بالسودان حول إمكانية وضع حد للخلافات مع حكومة دولة جنوب السودان وبالتالي وقف دعم معارضي الحكومة في النيل الأزرق وجنوب كردفان. وكانت الوزيرة قد هددت في تصريح خلال برنامج «مؤتمر إذاعي» بالرد على حكومة الجنوب على ما اعتبرته تدخلاتها في الشأن السوداني، وقالت: إن لصبرنا حدودا، وانتقدت بشدة بقاء قوات تابعة للجيش الشعبي في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان تحت قيادة رئيس حكومة الجنوب الفريق سيلفاكير ميارديت. ويبدو أن السؤال حول الخيارات المتاحة للحكومة غير الحرب هو الأكثر تداولاً بين عدد من الأسئلة الملحة حالياً، مما يؤكد أن اهتمام الجميع أصبح منصباً على كيفية إيجاد حلول منطقية لحرب معلنة وأخرى خفية بين الشمال والجنوب حتى بعد الانفصال. وعلى الرغم من تقدم الخرطوم بشكوى قالت إنها موثقة إلى مجلس الأمن الدولي عن تجاوزات جوبا، فإن الأخيرة تنفي وجود علاقة لها بأحداث جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور. وحسب خبراء تحدثوا في تقرير ل«الجزيرة نت» فإن الصورة تبدو قاتمة لمستقبل العلاقة بين البلدين، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين؛ حسن الساعوري إن الحرب تبدو هي الطريق لجعل جوبا تتعامل بواقعية مع حكومة السودان بدل استعدائها. وقلل الساعوري من خيارات السلم لاستحالة ذلك عند (الحركة) التي تنطلق من مبادئ سياسة وأجندة أميركا التي تستهدف إسقاط النظام في الخرطوم «وما احتضانها لحركات دارفور التي تحالفت مع الحركة الشعبية في كاودا إلا دليل على إصرار السودان الجنوبي على المضي قدماً في الأعمال العدائية التي تسد الطريق أمام أي محاولات للتقارب». وأضاف أن حكومة الجنوب ظلت تذهب في اتجاه عدم إبداء حسن النية للتعاون المثمر مع السودان، مشيراً إلى أن التوتر بين البلدين مفروض من دول أجنبية لم يسمها. وقال الساعوري في حديثه للجزيرة نت إن التعامل من منطلق المناورات السياسية واستفزاز حكومة الخرطوم قد يقود في نهاية المطاف إلى اختناقات اقتصادية وتوترات سياسية تعرقل حل القضايا العالقة وربما تقود إلى حرب بدت أكثر قرباً من ذي قبل. أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة أفريقيا العالمية؛ ياسر أبو الحسن، فيستبعد وقوع حرب بين البلدين في الوقت الراهن على الأقل «لأن إرادة السلام عند الدولتين أقوى من إرادة الحرب»، وتوقع احتفاظ الخرطوم بحسن جوار مع جارتها الجديدة مهما كانت الأحوال، «رغم أن حكومة الجنوب لعبت دوراً خبيثاً وذكياً في أحداث جنوب كردفان والنيل الأزرق وفق ما أعلنته الخرطوم وبعثت به كأدلة إدانة لمجلس الأمن الدولي».