الشاعر والأديب الكبير والطبيب المتميز والمرموق البروفسير المعروف المعز عمر بخيت، كما تحب أن توصف، نعم سيدي شهادتك في (جدية) غير مجروحة وأنت كنت ومازلت شاهداً ومراقباً لصيقاً بها، منذ أن وصفتها أول مرة محتجاً لعدد من الزملاء علي حوار أجرته معك بالسذاجة!! و(جدية) التي شهد لها عمك (قوقل)، شهد لها المشاهد السوداني قبلاً بفطنته وذكائه المعهود وسليقته التي لم تمسخها عاصمة الإعلام التي ذكرت، و(جدية) التي احتكت بعدة ثقافات كما أوردت ولكنها غابت عن وطنها لعشر سنوات متواصلة، وأظنك كتبت ذلك مزدهياً، وهذا أول ما يثبت جهلك بالإعلام، إذ كيف لمن انفصم عن مجتمعه عشر سنوات أن يوصف بإعلامي عمّا يعلم ولا يعلِم. وظهور (جدية) على قناة النيل الازرق في رمضان كان غلطة الشاطر والنيل الأزرق تحتفي بالعديد من المذيعات المتميزات بنات المجتمع السوداني والمتحدثات بلسانه لا مستغربات ولا هاجرات للوطن. و(جدية) تعاملت معها في هذه السهرة للمرة الأولى، وأنا ذات تاريخ معروف في العمل الإعلامي، إلا أن جدية كانت تعتمد على جناحين لتحلق بهما في فضاء الأزرق، كُسر أحدهما بعد بداية الحلقة بدقائق عندما طلب مني المدير العام إدخال مادة من الفيديو لتخرج المذيعة وتجمع شعرها بالكامل حتى لا يظهر منه شيء، وهذا ما حدث بالفعل، عادت جدية بعدها للاستديو مرتبكة، إذ لم يبق لها إلا جناح المساحيق. وأقولها صدقاً للمشاهدين إني قدمت محاور الحلقة للمذيعين سعد الدين وجدية، فأما سعد فقرأها مجتمعة لمرة واحدة كعادته واكتفى، وأما جدية فاضطررت لأن أشرح لها المحاور محوراً محوراً (وربما ذلك لرداءة لغتي) وأشير هنا إلى أن جدية تسلمت بعد حلقتها الأولى توجيهاً مكتوباً من مدير البرامج بالقناة يحوي خمس عشرة ملحوظة عن أدائها. وأقولها صدقاَ أيضاً أن (جدية) لم تكن محظوظة في هذه الحلقة، وذلك لعدة أسباب، أولها أنها كانت تستضيف فطاحلة من المخرجين، وهم الأستاذ صلاح الدين التوم والأستاذ اسماعيل عيساوي والأستاذ جمال حسن سعيد، وثانياً أنها كانت ترافق المذيع اللامع سعد الدين حسن، وما أدراك ما سعد الدين، وثالثها أن الحلقة كانت من إنتاجي. أما ما كتبته سيدي عن المنتج والمخرج والمعد واختصاصات كل ودوره، فأنصحك ألا تعود إلى ذلك حتى لا تضع نفسك في مكان سخرية تلامذة الإعلام، لا أساتذته. أنا لست طبيبة، ولا أدعي، وثقافتي في الطب محدودة، لذا قد أكون مريضة نفسية، والمرض ليس عيباً، ولكنك لست المؤهل لتشخيصي. أما ما أعانيه من مرض فكل الأمراض النفسية متوقعة في حقي، لا أستثني منها إلا حب الظهور والجري وراء الشاشات وملاحقة مدراء الفضائيات المستمر لاستضافتي حتى أصبح ضيفاً في التلفزيون!! وبهذه المناسبة لا بد أن أذكر للمشاهد السبب الرئيس الذي دفع المعز لوصفي بالساذجة (ما وصف به صاحبته من قبل)، وذلك أن مدير القناة كان قد اتصل بي ذات مرة وقال إن المعز عمر بخيت في السودان ويطلب استضافة في القناة، فسألت المدير إذا ما كنت سأستضيفه بخصوص إنجازه العلمي فقط أم أتناول الجانب الأدبي أيضاً (وقد اعتاد المعز الاتصال بالقناة وطلب استضافة كلما كتب بيتاً جديداً)، فطلب مني المدير الاتصال بالمعز والاستفسار منه، فاتصلت به وأفادني برغبته في إبراز الجانبين، ولكن ورغم أني ابتدرت مكالمتي بمباركتي إنجازه العلمي، لكن سيطرت عليه رغبته المعهودة في الاستخفاف بالآخرين وقال لي (إذا بتخشي على النت أفتحي قوقل وأكتبي البروفسير المعز عمر بخيت وشوفي حيطلعلك شنو) - وكان للمعز في ذلك الوقت اكتشاف علمي اهتمت به بعض الأوساط الطبية - لم أقبل هذا الاستفزاز ولكني احتفظت بهدوئي الذي عرفني به الزملاء، واحتفظت أيضاً بحق الرد، ولم يطُل انتظاري، إذ أنه طلب مني في نهاية المكالمة أن أتصل به في صبيحة الغد لأذكَّره بموعد الحلقة، فقلت له وبكل أدب وهدوء: إذا كان عندك مفكرة اكتب فيها الموعد. أعود لمرضي النفسي، وأعدك د. المعز أن أعرض نفسي على اختصاصي، فمن ملاحظاتي أني اختلف عن الآخرين في فهم بعض الأمور، فمثلا استضافتك وحرمك المصون في مساء جديد قبيل رمضان لم أستطع فهمها، وكنت ومازلت أطرح على نفسي عدداً من تساؤلات حول الرسالة من الحلقة؟! هل هو تنبيه للمشاهد أن: قف، فالمذيعة المرتقبة في سهرة رمضان هي زوجة المعز عمر بخيت، وينبغي أن تنظر اليها بهذا الاعتبار؟! وإن كنت لا أدري هنا إن كان الهدف نسبتك إليها أم نسبتها إليك. ولأنني لا أعلم فربما أكون مريضة نفسية. وفي الختام أقول لك سيدي المحترم، إن عمك (قوقل) لم يصدقك، ولو أنه فعل لحدثك عن مقالاتي المنشورة في الصحافة السودانية لتتعرف على رداءة لغتي، ورغم عدم ثقتي في عمك (قوقل) لأن كلاً يؤخذ من قوله ويُرد، إلا المعصوم، إلا أني سألت عنك عمك (قوقل) فطأطأ رأسه وقال: هذا الموقع تم حجبه بواسطة الهيئة السودانية للاتصالات.