عيادة النفسية والعصبية / د. علي بلدو تعرف الهستيريا بأنها اضطراب ناجم عن حدوث أعراض تشابه المرض العضوي, دون أي شواهد طبية على ذلك المرض والنتائج والفحوصات تكون مناقضة لما يشعر به المريض. وهذا يشكل تحدياً طبياً كبيراً. { نبذة تاريخية: تحدث أبو الطب (أبوقراط) في عصور ما قبل الميلاد عن أعراض مشابهة للهستيريا تحدث للفتيات صغيرات السن وغير المتزوجات, وعزا ذلك للرحم الأنثوي (الهسترس)، كما تناولها بالبحث (غالن)، وفي العصور الإسلامية (الفخر أبوبكر الرازي) وابن سينا, وجاء في العصر الحديث العالم الطبيب الفرنسي (شاركوت) وتلميذه (فرويد) وابنته (انا) بتقديم العديد من التفسيرات والنظريات حول الموضوع. { الوصف الحديث: تعرف الهستيريا حالياً باسم الاضطرابات الانشقاقية (التفككية) والتحولية, وتم ضمها لمجوعة من الأمراض تعرف باسم (السوماتوفورم) وهي اختصاراً المشاكل الجسدية ذات المنشأ النفسي. { نسبة الحدوث: تترواح نسبة حدوث الهيستيريا ما بين 5 - 15% من السكان, ويمكن لحوالي ثلث السكان أن يصابوا بالاضطراب في فترة ما خلال حياتهم، وتكون النساء أكثر من الرجال بنسبة 2:1 وتكثر الإصابة في السن المبكرة ومقتبل العمر. { أسباب الإصابة: 1. الوراثة. 2. العوامل الأسرية والاجتماعية. 3. الشعور بعدم الأمان والراحة والحوجة للإشباع العاطفي. 4. المتلازمات الثقافية. 5. المؤثرات البيئية. 6. الضغوط النفسية. 7. العوامل البايوكيمائية. { الأعراض والعلامات: لحدوث الهستيريا أعراض وعلامات منها: التشنج، العمى، فقدان السمع، الشلل، فقدان حاسة الذوق، الخدر والتنميل، العجزالجنسي، الحمل الكاذب، الاغماء، عدم النطق، فقدان حاسة الشم، الإسهال والإمساك والاستفراغ، آلام البطن والنفاخ، توهان وفقدان الذاكرة، الحركات الجسدية الغريبة وغير الإرادية، تعدد الشخصيات والنسيان والشرود، نوبات الانتقال والنشوة النفسية وتكون في حالات الانجذاب والتحرر، الذهول، الخوف الشديد ويكثر عند نزلاء السجون ويعرف بمتلازمة (جانسر)، صعوبة التنفس، والرجفة في الأطراف. { المضاعفات من مضاعفات الإصابة بالهستيريا: الاكتئاب، الإدمان، والمرض المزمن. { العلاج: للتخلص من الهستيريا هناك: 1. العلاج النفسي والسلوكي المعرفي. 2. العلاج التحليلي. 3. الدعم الأسري والاجتماعي. 4. إعادة التأهيل. 5. (البنزودايزبينات) لعلاج القلق والتوتر ومثبطات استقلاب السيروتنين الانتقائية لعلاج الاكتئاب. 6. الإرشاد النفسي والتدعيمي. يكون التحسن في أكثر من 90 % من الحالات, واحتمال الانتكاس يصل إلى 25% في مقبل حياة المريض.