تختلف أنغام الموسيقى والغناء من دولة إلى أخرى حسب العادات والتقاليد والبيئة التي يعيش فيها الإنسان وتأخذ شكلاً محدداً يميزها عن بعضها كما أنها تعكس ثقافات الشعوب في مختلف أنحاء العالم لكن من الملاحظ في القرن العشرين ظهور الكثير في مظاهر التبعية الثقافية ودخول بعض الثقافات الغربية في مجتمعنا السوداني وخاصة أغاني الراب والرقصات المصاحبة لها ( الهيب هوب) وغيرها من (استايل) الملابس وطريقة الكلام والتي انتشرت وسط شريحة الشباب بصورة لافتة وسحبتهم إلى ثقافات دخيلة ليست من عاداتنا ويجهلون خطورة هذه التقليد ويعتبرونه تتطوراً ومحاكاة للعولمة. (الأهرام اليوم) ناقشت هذا الموضوع مع العديد من الناس فماذا قالوا؟ عباس النور قال إن العادات والتقاليد السودانية جميلة ومحافظة لكن التطور السريع الذي يشهده العالم من إنترنت وغيره من تقنيات ساهمت في زج ثقافات دخيلة في المجتمع وأثرت علينا وخاصة الشباب الذين اتجهوا لأساليب مختلفة في كل شيء وكأنه أتى من خارج السودان فهذه في حد ذاتها كارثة. وفي السياق قال: خلف الله إبراهيم إن معظم الشباب في هذه الأيام يستمعون للأغاني الغربية التي ليست من عاداتنا الرصينة مما غيَّر في سلوكهم وطريقة لبسهم وفهمهم للأشياء اختلف. وأصبحوا يستمعون إليها بصورة ظاهرة وإذا سألتهم عن أغنيات سودانية لا يعرفونها، أما غيرها من أغانٍ غربية وعربية فهي محفوظة لديهم «بالتفاصيل». في ذات السياق قال راجي إبراهيم منذ أن كنت في المرحلة الثانوية اعتادت مسامعي على الأغاني الغربية لفنانين مشاهير وبعض الأغنيات السودانية، لكن أفضل الغربية لأن كلها حيوية وتجعلك ترقص. وزاد بأن العالم أصبح قرية واحدة والشباب يفضلونها وإذا كنت لا تعرف غناء غربياً يعتبرونك جاهلاً وغير متحضر. أما فاطمة إدريس قالت إن العادات الدخيلة التي انتشرت وسط الشباب وطريقة ملابسهم بارتداء البناطلين الواسعة والسلاسل والأحزمة الكبيرة «الاستايل والسيستم» مظهر غير مألوف لدينا وأن الفضائيات أثّرت فيهم بذلك المظهر المختلف وكذلك عدم الرقابة الأسرية التي من شأنها أن تحد من هذه الظواهر السالبة التي أصبحت حرب ثقافات في مجتمع محافظ.