للشعوب تقاليدها الراسخة التي تتناقلها الأجيال.. وللزواج عادات متبعة في كل البلدان.. يندر أن تتجاوزها الشعوب لارتباطها بالتراث المتناقل جيلاً بعد جيل.. وبعض العادات ربّما صارت اليوم حائلاً أمام كثير من الشباب. (الأهرام اليوم) نقلت من داخل الجزائر تراث شعبها وعاداته في الزواج.. تعرض لكم مقتطفات منه: { عادات من (تلمسان) «مسعودة»، «فاطمة»، «علي» و«منصور».. من عائلة جزائرية.. التقت بهم «الأهرام اليوم» بمدينة (تلمسان) الإسلامية التاريخية وسألتهم عن تفاصيل الزواج الجزائري.. فقالت مسعودة إن أهم شيء في الزواج هو (حقيبة الذهب) التي تبدأ بثلاث أوقيات حتى رطلين للمقتدرين.. مع فستان الزفاف في الحقيبة الكبيرة.. والوسطى لمستحضرات التجميل والعطور ثم لا شيء بعد ذلك. { بين المدينة والقرية أما «فاطمة» فقالت: إن لمة الأهل يوم الزفاف خاصة في القرى الجزائرية تعني الكثير، ولا بد من ذبح الغنم أو نحر الأبل حتى يتم إطعام جميع أهل القرية.. بينما الزفاف بالمدينة تكون الدعوة فيه قاصرة على أهل العروسين وبعض الأصدقاء. { الجدار الأصفر..!! وقال الشاب «منصور» إن أكثر ما يقف حائلاً بين الشباب الجزائري وإكمال نصف الدين هو «الذهب».. لأن أية فتاة جزائرية لا ترضى بأن تزف بدونه.. وإحضاره يعتبر من العادات التي عجزت العولمة عن محوها.. وحتى المثقفات والمتعلمات لا يرضين الدخول إلى بيت الزوجية إلا بالذهب. ووجه «منصور» نقداً قاسياً للمقتدرين الذين يرفعون السقف كل عام مما يجعل حلم الحصول على زوجة لدى البعض ضرباً من الخيال. { خطة «خمسية»..! أما «علي» فقال إن الذي يحب فتاة فإنه يبذل دمه من أجل إرضائها، وأكد أن الذهب صعب المنال، ولكن بوضع خطة «خمسية» - خمس سنوات - من العمل الجاد والمحافظة على المدخرات فإن المهر يكون جاهزاً.. كما أنه - أي المهر - يمكن الاستفادة منه مستقبلاً - إن قبلت الزوجة - في تأهيل منزل الأسرة في حالة الانتقال إلى شقة جديدة بذات المدينة أو بمدينة جزائرية أخرى حسب ظروف العمل، مردفاً أن الشباب أصبحوا يفضلون الصرف على أنفسهم ولا يفكرون في المستقبل حتى يبلغوا سن الخامسة والثلاثين أو الأربعين وحينها يصبح الانتظار لخمس سنوات لجمع ثمن الذهب أو المهر شيئاً بعيداً فيفضلون العنوسة ويعيشون حياة هلامية لا معنى لها. { تحديات تراثيَّة..!! إذن للزواج في العصر الحديث تحدياته التي تحول بين الشباب وعش الزوجية في كثير من الدول الإسلامية.. فهل يتجاوز شباب الجزائر (الجدار الأصفر) إلى غاياتهم؟!