كشف شهود عيان من أبناء دولة جنوب السودان ل(الأهرام اليوم) عن حركة نزوح كبيرة وسط المواطنين باتجاه السودان على خلفية موجة الغلاء والجوع التي ضربت جنوب السودان بسبب العنف وشح الأمطار، في وقت ناشد اللواء يوانس أوكيج - أحد قيادات الثوار التابعين للفريق المنشق عن الجيش الشعبي جورج أطور، أمس الأربعاء المنظمات الأجنبية بضرورة الإسراع بمد يد العون للمجموعات التي نزحت. وقال وزير الشؤون الإنسانية بجنوب السودان لوال أشويل في مؤتمر صحفي بالعاصمة جوبا أمس الأول الأربعاء إن حكومته وبالتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية تسعى إلى توفير نحو (400) ألف طن من الغذاء لتجنيب البلاد كارثة إنسانية محتملة، وكشف أشويل أن ما يقارب 1.3 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة. وكانت الأممالمتحدة قد أكدت الشهر الماضي أن الجنوب يواجه نقصاً حاداً في الغذاء لأن الدولة الوليدة ستنتج أقل من نصف حاجتها من الغذاء، وقالت إن عدد الجنوبيين الذين في حاجة إلى مساعدات غذائية سيرتفع إلى 1.2 مليون شخص من 970 ألف شخص حالياً. ونبه اللواء يوانس أوكيج في حديثه ل (الأهرام اليوم) أمس الأربعاء إلى أن أكثر من 180 أسرة نزحت من جنوب السودان إلى أماكن الثوار بمنطقة كاكا التجارية وأوضح أن عشرات الأسر اتجهت شمالاً على حدود ولاية النيل الأبيض وقال إن قوات الجيش الشعبي فرضت حصاراً على كافة ولايات الجنوب لمنع المواطنين من النزوح شمالاً. واتهمت قيادات جنوبية فضلت حجب اسمها حكومة الجنوب بمحاولات التغطية والتكتم على المجاعة التي ضربت ولايات جنوب السودان، وأكدت أن حالة من السخط والتذمر انتشرت وسط المواطنين خاصة الشباب الذين أشارت إلى أن كثيرين منهم ينوون الخروج في مظاهرات إلا أنهم يتخوفون من العنف الذي تقابل به قوات الجيش الشعبي المتظاهرين. وقالت القيادات إن الجيش الشعبي يتعامل مع المظاهرات والاحتجاجات كتمرد ولا يتوانى في حسمها عسكرياً، وأشارت إلى أن المظاهرات الطلابية التي شهدتها مدينة واو بمقاطعة بحر الغزال الثلاثاء الماضي راح ضحيتها (3) طلاب برصاص الجيش الشعبي، ولفت شهود عيان بمدينة واو أمس الأربعاء إلى أن معظم المتاجر أغلقت أبوابها بمدينة واو لانعدام السلع وكشفت مصادر (الأهرام اليوم) عن انعدام الذرة في منطقة البيبور بولاية جونقلي وأن جوال الذرة في منطقة ميوم بولاية الوحدة تجاوز ال 1600 جنيه وأن مرتبات المواطنين تتراوح ما بين 300 - 400 جنيه. ونقلت مصادر (الأهرام اليوم) أن الطلاب المتظاهرين بمدينة واو، هتفوا مطالبين بعودة حكم رئيس جمهورية السودان، المشير عمر حسن البشير، وأن الشرطة فشلت في تفريق المتظاهرين وأنه تمت الاستعانة بقوات الجيش الشعبي التي لجأت إلى استخدام الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين.