{ شهد عيد الأضحى المبارك العديد من الأحداث، كان أبرزها على الصعيدين السياسي والإجتماعي، فعلى المستوى السياسي أدى الرئيس البشير صلاة العيد بمدينة الكرمك بعد استعادتها وخاطب المواطنين في الدمازين، الخطاب اتسم بالتحدي. { في اليوم الثاني استقبل البشير، من بين المهنئين بالعيد، مولانا محمد عثمان الميرغني، الخطوة واللقاء قد يفهمان في إطار التقارب بين الحزبين، لا سيما أن الميرغني هو الزعيم المعارض الوحيد الذي حضر إلى هذا المكان، وبالمقابل قد يعنيان أن عدم المشاركة لا يمنع التواصل، وأياً كان المقصود فإن صورة الرئيس والزعيم عندما تصافحا تدل على أن للحديث بقية، خاصة وأن المقابلة تمت بعد تصريحات حادة من هنا وهناك. { شوهد مساء خامس أيام العيد الرئيس البشير ووزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين في سيارة يقودها وزير الدفاع وبجواره البشير وخلفهما عربة حماية ويرتديان الزي البلدي والسيارة كانت تتجول وسط عربات عامة الناس في منطقة الصحافة زلط بالقرب من المغتربين وعمارة شباب المؤتمر الوطني ويبدو أن هدف الزيارة المشاركة في إحدى المناسبات، لا سيما أن بالمنطقة يوجد ناديا «الضرائب» و«سوداتل» وصالة بركة الملوك. { غاب عن المشهد السياسي في هذا العيد زعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي الذي كان بالقاهرة في طريقه لأمريكا للمشاركة في أحد المؤتمرات فيما صلى الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن الترابي صلاة العيد بحي الإنقاذ.. رغم أنه لم يتحدث في السياسة إلا أنه كان للمكان معنى ومغزى جعل الناس يظنون بأن رهان الهامش انتقل إلى أطراف المركز. { الحلقة التي قدمتها د. مريم الصادق بقناة أم درمان واستضافت فيها بنات الصادق وجدت قبولاً كبيراً من قبل المشاهدين الذين أثنوا على صاحب الأفكار الأستاذ حسين خوجلي لكن بالمقابل فتحت الباب لجراحات ظن الناس أن الزمن كان كفيلاً برتقها حينما تناولت تاريخ الجزيرة أبا وتحدثت عن بعض الشخصيات أمثال فاروق حمدالله وبحسب ما تسامع فإن هناك أسرة تستعد لرد ضربات بنات الصادق عبر مقال. { أجرت قناة الشروق لقاءً خاصاً مع نائب الرئيس الحاج آدم حاولت فيه تقديم الشخصية وفقاً لموقعها الجديد، اللقاء تم في منزله الأنيق وكانت هناك إضاءات حول الوجه الآخر للشخصية، فالحاج له زوجتان ويشجع الهلال وما زال يتمتع بتفاؤل جعله يكثر من حديث الحوار والتقارب بين المؤتمرين «الوطني والشعبي»، نرجو أن لا تهزمه حسابات السلطة. { القنوات السودانية في العيد لم تبتعد كثيراً عن إطار البرامج الراتبة التي تنفذها في هذه المناسبة لكن قناة النيل الأزرق حاولت التجديد من ناحية التنوع والابتكار في الإعداد وفقاً لذلك قدمت برامجها بطريقة استثنائية كانت لافتة نجحت في جذب المشاهدين ومع ذلك كان للغناء نصيب كبير، حيث كان محشوراً في ثنايا كل البرامج بشخوصه القديمة.. حتى إذا كان البرنامج للدعاية والإعلان. { اجتماعياً رحل في أول أيام العيد الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي العريق بروفيسور محمد هاشم عوض بعد مسيرة حافلة بالعطاء، وفي ثاني أيام العيد غيب الموت الفنان الأمين عبدالغفار، وثالث أيام العيد فجع المجتمع الصحفي بوفاة الأستاذة أناهيد كمال بالقاهرة.