بدأ وزير الخارجية؛ علي كرتي، مساء أمس الجمعة زيارة إلى مصر تستغرق ثلاثة أيام يجري خلالها مباحثات مهمة مع كل من رئيس مجلس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري ووزير الخارجية محمد كامل عمرو. وقال وزير الخارجية لشؤون السودان السفير محمد مرسي مساعد أن محادثات كرتي اليوم السبت بالقاهرة تتناول تطور مسيرة العلاقات الثنائية وأهمية تنميتها في كافة المجالات خلال المرحلة القادمة، خاصة ما يتصل بدعم التعاون الاقتصادي والاستثماري، فضلاً عن مواصلة التنسيق المشترك في شأن القضايا الإقليمية وفي مقدمتها مسألة مياه النيل. وأعرب مساعد وزير الخارجية عن ارتياح مصر لنتائج الاجتماعات المصرية - السودانية التي اختتمت أعمالها مساء أمس الأول بالقاهرة والخاصة بهيئة مياه النيل، وكذلك نتائج الاجتماعات الثلاثية التي ضمت خبراء من مصر والسودان وإثيوبيا والخاصة بسد الألفية الإثيوبي، مشدداً على أن موقف مصر كان ولا يزال هو الحرص على توطيد أواصر العلاقات الطيبة وسبل التعاون التي تربط بين مصر ودول حوض النيل، مشيراً إلى أن الحوار هو وحده الكفيل بتسوية كافة الأمور والقضايا في ضوء احترام المصالح والحقوق. كما أعرب مرسي عن أمله أن تشهد المرحلة القادمة المزيد من التنامي في العلاقات المصرية السودانية. ورغم زيارات وزير الخارجية السوداني المتكررة لمصر إلا أن هذه الزيارة تكتسب أهمية بالغة لكونها تأتي أولاً في ظل الوضع المشتعل في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وثانياً عقب مقتل زعيم التمرد في دارفور الدكتور خليل إبراهيم وتوجه قطاع كبير من قواته الرئيسية إلى حنوب السودان عن طريق وادي هور بشمال دارفور، كما تأتي ثالثاً عقب اول زيارة علنية لرئيس جنوب السودان سلفاكير إلى إسرائيل تم فيها تدشين التعاون العلني بين الدولتين ضد نظام الحكم في الخرطوم وتقدر المصادر المعنية أن سلفاكير زار إسرائيل مرتين على أقل تقدير خلال الأسابيع الماضية قبل زيارته العلنية وتم خلالها الاتفاق على تصدير إسرائيل شحنات أسلحة متطورة لجوبا وتقديم مساعدات عسكرية واستخباراتية لجنوب السودان في مواجهة الخرطوم.. وأخيراً تأتي هذه الزيارة عقب تورط حكومة جنوب السودان الواضح والملموس في دعم حركة التمرد بالشمال ضد السودان.