حمل رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي الحكومة مسؤولية سحب الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة لفتواها التكفيرية التي صدرت بحقه والاعتذار عن ما سماه تلويث مناخ السودان المتسامح باعتبار أن أعضاءها فقهاء سلطان وموظفو دولة وعد ذلك شرطا لعدم اللجوء للقضاء لمساءلتها عن التعدي على اختصاص القضاء ذاته بجانب قذف العقائد بوصفه أكبر من قذف الأعراض، وقال المهدي في خطبة الجمعة أمس بمسجد الهجرة (بود نوباوي) إن الرابطة مهدد للأمن القومي، وهدد بالتصدي لها حال تقاعس القضاء أو عجزه إلا أنه عزف عن كشف كيفية التصدي واكتفى بالقول إن خطرهم على الإسلام والسودان صار واضحا، بينما كان أنصاره يتجاوبون معه بهتافات حماسية. وتمسك المهدي بآرائه حول المرأة التي تسببت في تكفيره من قبل الرابطة بوصفها صحيحة شرعا وعقلا وقال إن أعضاء الرابطة (حشويون) مصرون على توظيف فهمهم القاصر للإسلام لطرد المرأة من رحمة الله على نحو ما تنشده أهواؤهم وإنهم يوفرون ذخيرة لأعداء الإسلام لمهاجمته وقال إن تكفيره لو كان مسألة شخصية لاحتمله كما احتمل الكثير من قبل إلا أن (الخوارج الجدد) يكفرون الصوفية والشيعة والقائل بالديمقراطية والمانع للنقاب والسائر في مظاهرات لنصرة غزة والقائل بتقرير المصير للجنوب والمحاور لعلماني وهم بذلك يكفّرون أغلبية أهل القبلة لافتا إلى أن بالسودان الآن جبهة مسلحة تعلن الحرب لإقامة دولتها المغايرة بالقوة وأن بذلك تكون الصفوف انتظمت لتدمير السودان وأبدى دهشته من أن نفس المشهد بين الإفراط والتفريط يظهر في مصر لحرقها هي الأخرى بين حشويين استوردوا ألف عصا كهربائية لإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقوة وتحرك أقباط لإقامة دولة الأقباط المصرية. وأضاف المهدي أن الإنسان عند (التكفيريين) كائن جاف متصحر وأن الإلهام عندهم باطل والتفكير كالتكفير وأنهم ينكرون حقائق العلوم الطبيعية وقال إن عليهم أن يدركوا أن الأنصار تاريخا وحاضرا أكثر من ضحى في سبيل الإسلام والوطن بينما كان أسلاف أغلبيتهم مع غردون داخل الخندق «الققرة» أو مع الذين بايعوا فاروق ملكا للسودان أو مع الذين شايعوا الطغاة الذين حكموا السودان وأهدروا مصالح أهله.