لا شك أن الزمان يأتي بكل جديد وغريب، على كافة الأصعدة، وفي كل مناحي الحياة.. وفي جانب العمل تخرج إلى الناس بين الفينة والأخرى (مهنة جديدة)، مسايرة أو مستنبطة من مهنة أخرى.. أو وليدة ذهن تفتق عنها.. ومن هذه المهن المستحدثة ما تجده في قلب مواقف المواصلات العامة بالخرطوم.. إذ يجلس بعض الشباب يفرشون أمامهم فئات من العُملة كما البنوك أو الصرافات، المتحركة!! والقصد من وراء هذه العملية يتمثل في خدمة فئة معينة يقوم عملها أو يتطلب توفير «الفكة».. وأهم زبائنها المتعاملون مع المركبات العامة من «كماسرة» وركَّاب. «الأهرام اليوم» سألت عدداً من هؤلاء الشباب حول هذه التجارة الغريبة.. كيف نشأت ومن بدأها.. وما مستقبلها: { الحاجة أمُّ الاختراع الشاب «محمد حبيب الله» ،الذي يعمل في هذا المجال، قال إن الفكرة نبعت من حاجة الذين يتعاملون في مجال نقل الركاب ل (الفكة).. إذا يرتبط عملهم ويتطلب كميات منها توفيراً لسرعة التعامل.. وأضاف: نستبدل العملة الورقية بمعدنية بشكل رئيسي ل (الكماسرة) كما نتعامل مع الركاب، خاصة الطلاب. { خدمة وربح محدثنا سألناه عن مصدر هذه الكم المهول من (الفكة).. كيف يحصلون عليها.. فقال: نقوم بتوفير كل فئات العملة من البنوك أو نجمعها من خلال تعاملاتنا اليومية.. ونعتقد أن مهنتنا ذات عائد خدمي.. إلى جانب أنها تعتبر مصدر زرق بالنسبة لنا، إذ تدفع لنا البنوك التجارية عمولة بنسبة 15-20% وقال إن المبلغ المسموح ب «فكه» خمس جنيهات فقط أو دون ذلك.. ومن أراد المزيد عليه الحصول عليها - الفكة - من البنوك التجارية أو بنك السودان مباشرة.