في خطوة مفاجئة ومناقضة لتصريحات نائبه رياك مشار، رفع رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، استعداد الجيش الشعبي إلى الدرجة القصوى وسط كل الوحدات العسكرية، محذراً الخرطوم من خوض حرب ضد بلاده، ووجه الجيش الشعبي ببدء انتشاره على طول حدود دولة الجنوب مع السودان. ودعا سلفاكير الذي خاطب جيش دولته في القيادة العامة في قاعدة «بلفام» أمس الأول، الجيش والقوات النظامية الأخرى وشعب الجنوب إلى توخي الحذر والاستعداد للدفاع عن أراضي البلاد وسيادتها ومواردها، معتبراً أن تلويح البشير بالحرب يعني إعلانها بشكل رسمي من جانب الخرطوم. وكان الرئيس عمر البشير، قد قال في لقاء تلفزيوني يوم الجمعة الماضي، إن التوتر بين بلاده وجنوب السودان يجعل الأجواء أقرب إلى الحرب من السلام، وإن السودان لن يدخل الحرب إلا إذا فرضت عليه. وحذر سلفاكير، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية الصادرة أمس الثلاثاء، الخرطوم من خوض الحرب ضد بلاده، وقال إن الحرب ليست في مصلحة الشعب السوداني أو الإقليم، وأضاف: «على البشير الابتعاد عن طريق الحرب وأن يوقف دعم المليشيات الجنوبية». وقال إن البشير يحشد قواته على حدود دولة الجنوب لغزوها بهدف إعادة ضمها إلى دولة السودان بالقوة بعد أن فقد النفط. وتابع: «إذا أدخل البشير قواته إلى جوبا فأين سيضعها؟ إذا جاءت قواته بالسيارات ودخلت منطقة جودة في الحدود فإنها ستواجه قواتنا هناك، وإذا حاولت القوات المسلحة السودانية الدخول عبر جنوب كردفان فإنها ستواجه قوات عبدالعزيز الحلو هناك وبعدها ستواجه قواتنا». وأضاف سلفاكير أن بلاده ستدافع عن حدودها وسيادتها بجنودها وشعبها، كما دافعت عن أراضيها خلال الحرب الأهلية لخمسين عاماً مضت «إلى أن نال الشعب استقلاله في يوليو الماضي». وأشار رئيس الجنوب إلى أن البشير يواجه مشكلات اقتصادية وحروباً في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وعليه أن يحل أزماته الداخلية بعيداً عن دولة الجنوب. وطالب الجنوبيين باحترام السودانيين المقيمين في دولته وعدم المساس بهم وبمصالحهم في الجنوب مهما كان.