«إنعام علي حبيب الله».. امرأة سودانيَّة مكافحة، تحكي قصتها عن صلابتها وتحديها للصعاب.. كمثال لكل أم عاشت من أجل أن تربي أبناءها كأحسن ما يكون.. «الأهرام اليوم» جلست إليها فروت قصتها، عسى أن تكون فيها دروس مستفادة لحواء السودان. { بداية موفقة «إنعام» تخرَّجت بدبلوم نسيج بالقاهرة، وشغلت منصب مدير لمجموعة من مصانع النسيج في ثمانينيات القرن الماضي، وبمجهودها أسست مصنع نسيج خاص بها لتصنيع الملابس الجاهزة، ووصلت إنتاجية المصنع في ذلك الوقت إلى (35) دستة أسبوعياً.. وكانت دائمة الاشتراك بمعرض الخرطوم الدولي.. فمضت في حياتها من نجاح إلى نجاح.. { دوام الحال من المحال حتى هنا والأمور تمضي ب «إنعام» على ما يرام.. ولكن كما يُقال: لكل شيء إذا ما تم نقصان.. و دوام الحال من المحال.. إذ قلبت لها الظروف ظهر المجن.. فأصيب أحد أبنائها في حادث سير أدخله في غيبوبة كاملة.. فاضطرت إلى أن تبيع جميع ممتلكاتها من أجل علاجه.. ولما تطاول عليها الصرف لجأت لاستدانة مبلغ كبير، وتكالبت عليها المشاكل من تبعات الديون حتى وصلت إلى المحاكم.. لكنها لم تفقد الأمل في نفسها وجعلت من تلك المصائب دافعاً لها لتبدأ التفكير في الطريقة التي تساعدها في إعالة أسرتها والمحافظة عليها من التفكك والضياع، خاصة وأن زوجها مُسن ومتقاعد.. { من جديد..! «إنعام» لم تجد سوى خبرتها في العمل اليدوي الذي لم تفقده، فبدأت في تجميع النفايات الصغيرة المكوّنة من زجاجات المياه الغازية وأطباق البيض وعلب الكرتون والجرايد واللساتك القديمة والأواني المكسَّرة والبالية.. لتقوم بتدويرها وتصنيعها في أشكال جميلة، تستفيد منها بدلاً من رميها في النفايات، بجانب عملها بالرسم على الزجاج واشتراكها في العمل الطوعي وتدريب النساء على كيفية الاستفادة من تلك النفايات. { دعوة ومناشدة : محدثتنا دعت كل أم سودنية إلى أن تهتم بتنمية مهاراتها وأن تستفيد من النفايات البسيطة التي تقوم برميها ولا تدرك أنها ذات قيمة يمكن أن تساعدها في هذه الحياة القاسية. ومن خلال «الأهرام اليوم» ناشدت «إنعام» وزير الصناعة ووالي ولاية الخرطوم برعاية جهدها لتستطيع أن تجمًّع معملها وتفتتح مشغلاً صغيراً لتسهيل عملها في مشروع تدوير النفايات، لتكمل رحلة رعايتها لأبنائها.