اتفق السودان ودولة الجنوب خلال اجتماعاتهما بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا على تجاوز حالة التصعيد الراهنة بين البلدين وتقديم رؤى ومقترحات للتهدئة، وفيما أكدت مصادر مقربة من ملف التفاوض اتفاق الطرفين على عقد اجتماع حاسم ظهر اليوم (الاثنين) لحسم انعقاد القمة الرئاسية بين البشير وسلفاكير في جوبا، كشفت المصادر التي تحدثت ل(الأهرام اليوم) عن ترك مصير القمة للاجتماع الرئيسي بين أعضاء اللجنة السياسية الأمنية والتباحث حولها على طاولة التفاوض بالعاصمة الأثيوبية اليوم. وفي السياق طالبت الوساطة الأفريقية من الوفدين تقديم مقترحات محددة لتهدئة الأوضاع بين البلدين، وينتظر في الوقت نفسه مناقشة الاجتماع للملف الأمني بين البلدين بصفة حاسمة بحضور الوساطة كمراقب فقط، في الأثناء صوَّب كبير مفاوضي دولة الجنوب باقان أموم هجوماً عنيفاً على وفد الخرطوم المفاوض، واحتج على ما أسماه تقليص الوفد التفاوضي، وانتقد كبير مفاوضي جوبا باقان أموم، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع الوفدين أمس عدم حضور وزيري الخارجية والدفاع السودانيين، بجانب عدم حضور رئيس هيئة الأركان، واصفاً الخطوة بالسلبية وتعكس تراجعاً في موقف الحكومة السودانية، واحتج باقان على تقليص وفد السودان للمفاوضات، وأضاف أن موقف بلاده ثابت من قضية السلام والتفاوض إلا أن ذات المصادر قالت إن وفد الخرطوم يشمل عناصر التفاوض المطلوبة داخل اللجنة، وأضاف الوفد يضم وزير الدولة بالخارجية موجود مع الوفد إضافة إلى نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة. وفي الأثناء يتوجه وزير الدفاع الفريق أول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين لأديس أبابا اليوم لإحراز نتائج نهائية بالملف الأمني، وأضافت ذات المصادر أن الوساطة ستشارك في اجتماع اليوم بصفة «مراقب» وأكدت أن اللجنة المشتركة ستناقش الملف الأمني فقط، وكشفت عن نوعية الاجتماعات السابقة ووصفتها ب(التحضيرية). ونوهت المصادر إلى انعقاد أعمال ورشة فنية تخص لجنة الحدود أمس. من جانبه نبه المتحدث الرسمي باسم الخارجية السفير العبيد مروح إلى أن الجانبين اتفقا أمس خلال الاجتماعات على تجاوز حالة التصعيد الراهنة بين البلدين بجانب تقديم الأطراف لرؤية ومقترحات لإحداث التهدئة. وفي السياق نفسه نبه السفير مروح إلى أن الطرفين توافقا على نقل الحوار من لجان الخبراء إلى اللجنة الرئيسية، وأكد وزير الداخلية إبراهيم محمود حامد أن الوفد نقل لأمبيكي اعتداءات الجيش الشعبي على هجليج واشتراك الفرقة الرابعة في عمليات لصالح التمرد، معتبراً أن ذلك يجعل من المستحيل الاستمرار في التفاهمات.