جدد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، موقف حكومته بعدم التفاوض مع دولة الجنوب إلا بعد سحب قواتها من منطقة هجليج، وقال إن السودان يحتفظ بحق الرد كيفما شاء وبالطرق التي تعيد أراضيه وتحافظ على أمنه. فيما أعلنت الحكومة المصرية أمس (الأحد) عن «وساطة» لنزع فتيل الأزمة بين الخرطوموجوبا وإنهاء الحرب الدائرة بين البلدين في هجليج، وكشف وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في مستهل جولة بدأها أمس إلى الخرطوموجوبا، عن إجراء القيادة المصرية اتصالات مكثفة مع القيادات في حكومتي جوباوالخرطوم للاستماع لآراء الدولتين وبلورة دور مصري في حل الأزمة، ووضعت الحكومة المصرية كافة إمكانياتها واستعدادها أمام السودان للقيام بأي دور والتوصل لاتفاق يصون الحقوق ويحقن الدماء، وصولاً إلى حوار سلمي بين الخرطوموجوبا، وقال وزير الدولة بالخارجية صلاح ونسي في تصريحات صحفية أمس بالقصر الجمهوري، عقب لقاء رئيس الجمهورية المشير البشير بعمرو كامل وتسليمه رسالة شفاهية من المشير حسين طنطاوي، قال إن الرئيس البشير أوضح للوزير المصري فقدان السودان لجزء من أرضه ووارداته من أجل أن ينعم بالاستقرار، لكن الجانب الجنوبي قابل الإحسان بالعدوان واحتل أراضٍي سودانية ليست موضوع خلاف. وأشار ونسي إلى أن المذكرة أبدت استعداد مصر وجاهزيتها للعب دور إيجابي لحل المشاكل بين السودان والجنوب، وأنهم في انتظار أن يطلب منهم القيام بالدور. وفي الأثناء قال وزير الخارجية المصري للصحافيين إن لقاء الرئيس لا يحمل مقترحات محددة بشأن الأزمة، وعُرض فقط الاستعداد للوساطة، وأضاف: من المبكر أن نقول إن هناك مبادرة، أتينا للاستماع ومعرفة الآراء وبعد ذلك سنحاول بلورة بعض المقترحات التي تساعد في الحل ونضعها موضع التطبيق. وكشف الوزير المصري عن اتصالات مصرية مع دول الجوار في هذا الاتجاه، وأشار إلى اتصال تم أمس الأول بين المشير طنطاوي والبشير، وأعرب له عن استعداد مصر للقيام بأي دور إذا رأى أن هناك فائدة من هذه الوساطة. وأكد مغادرته اليوم إلى جوبا للقاء المسؤولين والاستماع لوجهات النظر. وأبدى أمله في أن تصل الاتصالات لحل سلمي. وأعلنت مصر عن إدانتها لهجوم الجيش الشعبي، وقال الوزير المصري إن القاهرة أجرت اتصالات مع وزراء الخارجية بالمنطقة لمناقشة السبل الكفيلة بالتهدئة وإنهاء حالة احتلال هجليج، ودعت جوبا للانسحاب الفوري وغير المشروط من هجليج