تأسس الاتحاد السوداني لكرة القدم من داخل اتحاد الخرطوم، وكان الأخير نواة له وللاتحاد الأفريقي، وظل ملعبه هو الملعب الرسمي الذي استضاف اول مباراة للكاف، وحتى الآن يعتبر هو الإستاد الرسمي لمباريات المنتخبات الوطنية قبل الثورة التي انتظمت ملعبي الهلال والمريخ في السنوات الأخيرة. ورفد اتحاد الخرطوم الاتحاد السوداني بأصلب وأفضل العناصر بل أغزرها علماً ومعرفة، وأخيرهم وليس آخرهم الأستاذ أحمد الطريفي الصديق، وكان قبله الأستاذ محمد الشيخ مدني. إذن ليس من شك ان اتحاد الخرطوم الرائد اكتسب وضعيته وتمثيله في الانتخابات بهذا العدد الكبير من الاعضاء، من واقع علم ومعرفة وتاريخ وتمييز على الاتحادات الاخرى، ويكفيه فخراً أن معظم الفرق التي تمثل السودان خرجت من صلبه وان غالبية فرق الممتاز منه ايضاً. وقد نص دستور السودان الانتقالي وما تبعه من قوانين عقب اتفاقية نيفاشا، على أن الرياضة شأن ولائي يجب ان تشرع كل ولاية نظامها وقانونها لتحكم به الرياضة والتي من ضمنها كرة القدم تحديداً، وكان القصد من هذا التشريع نزع سلطة المركز ومنح الولايات سلطات اصيلة في اطار تنزيل الحكم الاتحادي الى ارض الواقع. لكن والي الخرطوم السابق والحالي رفضا ادراج الرياضة كشأن ولائي لاعتبارات كبيرة وقومية، اهمها مركزية الخرطوم كعاصمة للبلاد وينبغي ان تكون الحوش الكبير والماعون الوسيع، وان تتأخر عندما يتقدم الآخرون وتكون خفيفة عنن الفزع ثقيلة عند الطمع. نعتقد أن بروز مقترح تفتيت الخرطوم في هذا التوقيت لا يستند الى معايير منطقية، وبالتالي يفتح الباب أمام افتراضات ظنية بأن الدوافع الانتخابية هي المحرك الأساسي والباعث الحقيقي. نستبعد سعي الاستاذ ود الشيخ لتفتيت الخرطوم لانه عمل سكرتيراً سابقاً لأزهى الفترات، وحتى عندما كان على خلاف مع اتحاد الخرطوم لأسباب انتخابية ترتبط بصديقه الدائم كمال شداد، عمل على المساهمة الفاعلة وبجدية وبمجهود مقدر في تنفيذ مشروع التأهيل الحالي، والذي حول الإستاد من مجرد هيكل تاريخي لواجهة نعتز بها. ولكننا لا نستبعد فرضية التخطيط لاغتيال ميزة اتحاد الخرطوم بغرض رسم ملامح تكتيكية للانتخابات المقبلة للاتحاد السوداني، بعد ان بدات تتشكل في الافق وتتخلق مجموعات تنذر بتفتت الوحدة الحالية للاتحاد السوداني. ربما يحاول الدكتور شداد العودة للواجهة مرة اخرى ولكنه غير مرتاح او مطمئن لموقف اتحاد الخرطوم، وقد ظل الأخير يلعب دوراً مفصلياً في كل الانتخابات الأخيرة، وتجمعه صلات قوية ومحاور إستراتيجية مع جملة من الاتحادات الولائية التي تجد الاحترام والتقدير والعون والمساعدة من اتحاد الخرطوم. السعي لتفتيت الخرطوم ربما بغرض إقصائه من المشهد الرياضي وضرب كتلته الواحدة وتهميشه وإلغاء تمييزه، ليكون صاحب صوت واحد فقط كما ادعى البعض خلال الانتخابات السابقة، وأشاروا لموجهات الفيفا. نربأ بوزير الرياضة بولاية الخرطوم أن يحمل المعول لهدم التميز وإلغاء الدور الكبير والرائد لاتحاد الخرطوم تحت دعاوى ومبررات لا ترقى لمستوى الإقناع. كنا نتمنى أن تتحرك الولاية في وقت سابق لدعم تميز اتحاد الخرطوم ولتنزيل قانون ولائية الرياضة، خاصة وان الاتحاد تتبع له القمة السودانية بجماهيرها الطاغية. نعتقد أن التحرك الراهن سلبي ويخصم من رصيد الاتحاد، فيما يكمن التحرك الموجب في تفعيل القانون والمحافظة على مكتسبات الخرطوم، وليس بالتنازل عن أهم مقدراته التي سهر على تحقيقها الأسلاف. الحقيقة غائبة وضائعة وغير معروفة نتمنى أن يزيل اتحاد الخرطوم هذا الغموض ويكشف ما دار ويدور في الغرف المغلقة. أشتات!! أدار مباراة المريخ الأخيرة طاقم تحكيم ليبي فظهر الفريق على حقيقته ووصل الأهلي لشباكه وكان قريباً من الفوز عليه. كل المباريات التي يديرها حكام أجانب تكشف عن حقيقة نمور الورق. معظم الأقلام المريخية تحدثت عن مغادرة المريخ للبطولة من البوابة الكنغولية. وباتت اللغة متشائمة للحد البعيد حتى أن أحدهم رشح المريخ للهبوط للكونفدرالية. وطالب قبل فترة أحد القراء بشطب مجدي أمبدة ومصعب عمر وإخلاء خانتي سفاري ووارغو وتكريم العجب.