اقتصت محكمة جنايات أمبدة برئاسة مولانا محمد عبد الله قسم السيد، لوالدي القتيلة شهرزاد عبد السلام بإصدار عقوبة الإعدام في مواجهة قاتلها الحلاق عبد العزيز يحيى، وتلت المحكمة أمس الأحد القرار الذي توصلت إليه من خلال مداولات قضيتي الاتهام والدفاع بجانب رأي أولياء الدم، الذين اختاروا القصاص من الشاب الذي ذبح ابنتهم الشابة من الوريد إلى الوريد بالشارع العام بحي أمبدة غرب أم درمان، بوحشية اقشعرت لها أبدان مشاهديها. وبحسب قضية الاتهام فإن الحادثة وقعت في ديسمبر الماضي عندما أبلغ شاب الشرطة، موضحاً أنه شاهد جمهرة من المواطنين في الشارع الذي يطل عليه منزله، فأراد استقصاء الأمر فوجدهم يشاهدون شقيقته التي كانت جثة تسبح في دمائها وهي مذبوحة ذبح الشاة، فألجمته المفاجأة.. وفور البلاغ تحركت دوريات الشرطة لمكان الحادث ووجدت جثة لفتاة في العشرينيات من العمر، وبدت واضحة آثار جرح بعنقها وبجوارها سكين ملطخة بالدماء والهاتف السيار الخاص بها، فعمل فريق المعامل الجنائية واجبه حيال الإجراءات الفنية التي انتهت بإحالة الجثة للمشرحة، للكشف عليها بواسطة الطبيب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة، فحددها الطبيب بأن الجرح أدى لتهتك الأوردة والشرايين وقطع القصبة الهوائية والمريء، ثم باشرت الشرطة إجراءات التحقيق في الحادثة وتوصلت من خلالها لوجود علاقة عاطفية بين الفتاة وشاب يعمل حلاقاً بالسوق الشعبي، وأفضت زميلات القتيلة بسر تلك العلاقة التي كان يأمل فيها الشاب في الزواج من المجني عليها، وتوصلت التحقيقات إلى أن الشاب نفسه كان قد اتصل بها قبيل اغتيالها بساعتين، مما دعا المباحث إلى أن تعتبره أول المطلوبين إليها، فأخذت تطارده بعد اختفائه من مسرح الحادث ونجحت في توقيفه في اليوم الثاني للجريمة، بعد أن حضر لمحله بالسوق الشعبي، لتوجه إليه النيابة اتهامات بقتل شهرزاد عمداً، فحاول إنكار جريمته ولكن المباحث واجهته بالأدلة التي حصلت عليها من أحد زملائه، بما فيها الزي الذي كان يرتديه مما دعاه للانهيار والاعتراف بأنه قام بارتكاب الجريمة بتسديد طعنة لها، وقال المتهم في اعترافاته القضائية إن علاقة عاطفية تربطه بالقتيلة التي تعمل في أحد المصانع القريبة من مقر عمله، وأنها تزوره في ذهابها وإيابها وظل يصرف عليها طيلة علاقته بها، حتى جاء يوم الحادث وزارته كعادتها وقام بتوصيلها لمحطة السيارات لتذهب إلى منزلها، وبعد وصولها اتصلت به وطلبت منه مبلغ 50 جنيهاً فاعتذر لها لترد عليه بإغلاق الخط في وجهه، وأنه ظل يتصل مراراً دون أن ترد عليه ليرد بعد عدة محاولات شاب من هاتفها الجوال، وطلب منه عدم الاتصال بها ثانية وأخطره بأنها برفقته وهما حالياً بإحدى الكافتيريات، ثم ردت عليه القتيلة لتسيء إليه وتخطره بانتهاء علاقتهما سوياً، مما أثار غضبه فأغلق محله وتحرك إلى سوق ليبيا ليشتري سكيناً بثلاثة جنيهات ودسها وسط ملابسه، واستقل المواصلات متجهاً إلى الحي الذي تقيم فيه القتيلة ليصادفها في الشارع عائدة من الدكان تحمل في يدها (صابونة)، فأوقفها وأخذ يحادثها في قرارها بإنهاء علاقتهما، فكررت له العبارة نفسها، وادعى أنها قد صفعته ليمسك بيده اليسرى يدها وبالأخرى السكين التي سدد بها طعنة إلى عنقها فذبحها لتسقط مضرجة بالدماء، وكان الأمر مفاجئاً له، وعندما تلفت في الطريق تأكد أنه لم يشاهده أحد، فالقى بالسكين ولاذ بالفرار ليصل إلى أحد المطاعم، فتناول عشاءه ثم واصل رحلة الذهاب إلى منزله بمنطقة الإسكان بالثورة، ونام كأن شيئاً لم يكن.. وبعد إكمال ملف التحقيق تمت إحالة المتهم للمحاكمة أمام المحكمة المختصة، ومثل الاتهام فيها المحامي معاوية خضر الأمين. ونجح الاتهام في إثبات البيانات التي استندت عليها المحكمة في إدانة المتهم، فأصدرت عقوبتها عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت بعد تخيير أولياء الدم ما بين العفو والقصاص والدية، وقد انهار المدان بعد تلاوة القرار وأخذ يصيح بأن حياته قد انتهت.