امتلأت صفحة السودان بمجلس الأمن بالأوراق التي تحمل الشكاوى والبيانات منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي الأخير. تلك إفادة من السيد علي كرتي وزير الخارجية أمام البرلمان، حيث قدم مرافعة حملت دفوعاته للموافقة المبدئية على ذاك القرار معززاً حجته بأن السودان تمكن من تجاوز عثرات في قرارات دولية سابقة، وذلك عبر التفاوض وإعمال الدبلوماسية. بعد ذهاب الملف لمجلس الأمن يؤكد كرتي (لنا فيه أصدقاء وسوف نعطيهم الفرصة للدفاع عنا، ومجلس الأمن أفضل لنا من الإبقاء على أنفسنا في خانة الاتحاد الأفريقي لأنه أعاد الأمر إلى فريق التفاوض وأعطى أولوية لمناقشة المسائل الأمنية)، بيد أنه توقف عند ما يسمى ب«المناطق المدعاة» ووصفها ب«التغبيش». القرار وجد هجوماً عنيفاً من البرلمان حتى قبيل عرضه من قبل الوزير كرتي. أما رئيس المجلس الوطني أحمد إبراهيم الطاهر رأى أن البرلمان لن يصدر قراراً حول مرافعة وزير الخارجية إلا بعد إخضاعها للنقاش المستفيض. نأمل أن ينعكس ذاك «التغبيش» وفقاً للمثل «الكراع الغبشا تجيب الكراع الملسا»، وحمانا الله من «الغبش» الذي ذكره الحردلو حين قال: (اتنفضن من الغبش أب صهيب ناموسي)!! ها هي السفارة في عمارة جنوب السودان تصبح واقعاً، حيث اعتمدت جوبا «حاييم كورين» سفيراً لإسرائيل بها. وفي خطاب اعتماده قال السفير كورين، إنه سيسعى لبناء علاقات وطيدة بين بلاده والدولة الوليدة، إذ ستقدم إسرائيل الدعم في مجالات الزراعة والتكنولوجيا. ونتساءل: أين الآلة الحربية في ذاك الدعم أم أن إسرائيل قدمت (السبت) في هذا الشأن؟! هذا أل(حاييم) كان (حايم) لقبول اعتماده سفيراً لإسرائيل بجمهورية تركمانستان إلا أنه تم رفضه ظاهراً وباطناً، لأنه ليس بالدبلوماسي ولكنه «رجل مخابرات». هل تحاول دولة الجنوب بناء «حائط جوبا» بينها وبين السودان وربما يكون ذلك ما عناه مستشار رئيس الجمهورية بروفيسور إبراهيم أحمد عمر في مؤتمر العلاقات الأفريقية السودانية، بأن إسرائيل وأمريكا ودول الغرب سوف تجعل من الجنوب «الحاجز» بين السودان وأفريقيا، متهماً إسرائيل بأنها تحاول مسك السودان ومصر من «حلقوميهما» بمحاولات السيطرة على مياه النيل. والإمام الصادق المهدي في محاضرة له ببرج المعلم يرى أن دولة جنوب السودان مرشحة لأن تصير رأس رمح معادي يجعل السودان دولة مواجهة في النزاع العربي الإسرائيلي.. نحنا ناقصين؟! مولانا أحمد إبراهيم الطاهر يرى أن الدولة التي لا تستطيع تغيير حياة الناس ليست جديرة بقيادتهم - يعني من؟! - بل أطلق نداءً لكل مسؤولي الدولة بمخافة الله في الشعب: «أقول لكل مسؤولي الدولة اتقوا الله واتقوه أكثر ليوفقكم». جاء ذلك إبان مخاطبته لجماهير ولاية النيل الأزرق بمناسبة اكتمال تعلية سد الروصيرص. هذا النداء هو المطلوب بشدة الآن يا مولانا الطاهر، لأن التقوى هي (سد) آخر لدعم هذا الشعب الكادح المغلوب الصابر، وليت مسؤولينا بجميع مرافق الدولة الذين يقفون على سنامها، يعملون بنصيحتك الغالية تلك، حتى تكون هناك (تعلية) أخرى في تنمية الروح الشفافة لدى القيادات، ونقطة تحول حتى يشعر المواطن «فعلاً لا قولاً» بأن قادة الدولة لم يتسابقوا على المناصب من أجل المكاسب الشخصية. السيد أوباما سجل سابقة تاريخية كرئيس أمريكي يعلن تأييده لزواج الشاذين جنسياً، خلافاً لمنافسه الجمهوري رومني، الذي عارض مثل هذا الزواج. قال باراك أوباما في صراحة منقطعة إن موقفه من هذا الزواج تطور في الأعوام الأخيرة وأصبح مقتنعاً بزواج الشاذين جنسياً، وهو عاطفياً منحاز إلى فريقه من الجنود والطيارين والمارينز والبحارة الشواذ الذين «يا حبة عين أمه» يحتاجون لمؤازرة منه لمباركة هذا الزواج والبصم عليه بالعشرة. على زوجة أوباما أن تتوقف أمام تصريحات زوجها هذه وتقلبها يميناً وشمالاً!! الأمريكيون منقسمون في هذا الأمر، إذ إن نصفهم يؤمن بأن زواج الشاذين يجب أن يُعترف به بل تقديم الحقوق نفسها التي للزواج التقليدي. طيب يا السيد أوباما وفيك الخير.. زواج امرأة بامرأة ورجل برجل عرفناه.. الكلام في الإنجاب.. أها دي بعملوها كيف؟ إن كان القذافي قد تحدث في كتاب له عن دولة (الحقراء) فهل يجيء يوم ليصف العالم (أمريكا) بأنها دولة «الحقراء» و«العقماء»؟!