{ مشكلتنا أو لعلها مشكلة الكثيرين منّا.. هي أننا (نطبظ) عين الحقيقة ونطلب منها أن ترى بدقة نظر زرقاء اليمامة، (ونكسر كراع) المصداقية ونتوقع منها أن تكون أسرع من (كاكي) وصولاً إلى أصل الحكاية، والدليل على ذلك أنه ما أن فتحت نجمة نجوم الغد (فهيمة) فمها إلا وانفتحت عليها نيران جهنم وتحوّلت بين ليلة وضحاها إلى ناكرة للجميل وفاقدة للموهبة وكمان مغرورة.. { وأصل الحكاية أن حافزاً مليونياً منحه رجل الأعمال بابكر ود الجبل للفائزين الثلاثة بلقب نجوم الغد في احتفالية البرنامج الختامية، ومُنحوا أيضاً ثلاث تذاكر سفر للقاهرة من إحدى الشركات المعلنة، وكانت المفاجأة لي أن يُمنح مقدم البرنامج الأستاذ بابكر صديق، أيضاً، تذكرة سفر، لكن قلت «ومالو»؟ الشركة حرة في أن تمنح كل الجمهور الموجود على المسرح القومي تذاكر للقاهرة، خاصةً أن جهاز المفاجآت عندي قد تعطّل بعد طلوع ابنة مقدّم البرنامج من (العدم) لتغني في تلك الليلة الاستثنائية. { المهم الآن أنه وبعد مرور فترة يبدو أن مقدّم البرنامج قد وزّع حافز ود الجبل (بطريقته) ونسى أن هؤلاء الشباب سمعوا بآذانهم أن الحافز كان خمسة عشر مليون جنيه، وبحسبة بسيطة نصيب كل واحد (5) ملايين، لتقول فهيمة إنهم (بالتلتلة) مُنحوا (750) ألف جنيه للفرد، في حين أن مقدّم البرنامج مثلاً كان نصيبه مليون جنيه. وبعد هذا التصريح ظهرت كل مساوئ الدنيا في فهيمة لدرجة أن الملحن عبد الماجد خليفة أعلن أن فهيمة قد شوّهت ألحانه وأنه (حيقلعها) كلها ويمنحها لأي فنان إلا فهيمة، وهو تصرف غريب والملحن الكبير يزج نفسه في هذا الصراع ويدلي بشهادة في صوت فهيمة تشكّك في مصداقيته وهو الذي تغزل في صوتها حتى كادت تنفد كلمات الغزل. { المشكلة ليست في ما قالته فهيمة، المشكلة أن الفضائيات السودانية لا تتعامل بالمؤسسية، بل تخضع لحكم الفرد الواحد، «يعني شخص مقدّم برنامج المفروض تنتهي حدوده عند هذا الخط.. يتمدّد داخل الفضائية ويصبح صاحب كلمة وقرار ويشكل إمبراطورية ينهي ويأمر وكأنه يا بلد ما فيك إلا أنا»، وبالتالي تنعكس قراراته الإنفرادية على أفراد وطاقم برنامجه لنسمع ما يقوله نجوم الغد كل صباح، إذ أن فهيمة ليست أول المصرحين ولن تكون آخرهم. { نعم النيل الأزرق ونجوم الغد منحا فهيمة الفرصة والأضواء، لكن فهيمة لم يكن صوتها «زي صوت عم حسين بتاع العدة»، وحولتها هذه الفرصة إلى فهيمة الصوت الطروب والأداء المحيِّر. { نعم النيل الأزرق لها الفضل في ظهور فهيمة لكن هذا لا يعني أن يُكمم صوت الشابة، وبمجرد أن تقول رأيها تفتح عليها النيران الصديقة وغير الصديقة. { في كل الأحوال أنتظر أن تجلس النيل الأزرق ممثلة في إداراتها مع فهيمة حتي لا ينقطع حبل الود بينهم، وحتى تؤدي النيل الأزرق كمؤسسة دورها في احتضان ورعاية هذا الصوت الخرافي، وأنتظر أكثر أن تتجه أنظار وأسماع الملحنين والشعراء نحوها دون أن تؤثر فيهم الكلمات المستهلكة ك «مغرورة» و«ناكرة للجميل» لأن فهيمة بالفعل صوت حرام أن يطويه النسيان أو يضيع في عتمة «أعرفني وأعرفك وجاملني وأجاملك»، أما الذين دخلوا المعركة دونما سبب حقيقي ظاهر، اللهم إلا ما بَطَن، كالملحن عبد الماجد خليفة، وحاولوا أن يسخنوا الحكاية.. أقول ليهم «عليكم الله باركوها».. كلمة عزيزة غداً أرد على الشاعر محمد يوسف موسى الذي (بهدل) الشاعر الكبير محمد علي أبو قطاطي والرجل طريح الفراش «لا يقدر يشاكل ولا يلاوي» ويبدو أنني أخيراً عرفت سر الكلمة (المسّت غرورك وفرّقتنا يا حبيبي). كلمة أعز المذيعة الشابة هنادي سليمان صوت قوي وثقافة عالية وشخصية واثقة وقبول رباني.. ادفعوا بها إلى البرامج والحوارات السياسية، فالفترة القادمة تحتاج إلى أمثالها!!