يعمل الامريكيون على جر العالم العربي أو دول المؤثرة والغنية خاصة إلى التسليم بأن الخطر الأكبر الذي يواجههم هو ايران وليس اسرائيل ولن تكون زيارة جيش وزير الدفاع الأمريكي إلى الخليج وشبه الجزيرة العربية الأيام الماضية هي آخر محاولة في هذا الصدد. لقد كان من سوء حظ العالم العربي أن ايران المسلحة لم تصبح حتى الآن إضافة له والعكس صحيح أي أن العالم العربي لم يصبح بعد إضافة إلى إيران. وفي فبراير 1979م بعد انهيار النظام الشاهنشاهي العميل وانتصار الثورة الاسلامية بقيادة الإمام الخميني نشأت فرصة نادرة لإقامة علاقة راسخة مثمرة بين الطرفين العربي والايراني لكنها ضاعت . وتبدد جزء كبير من موارد ايران والعراق ومعه الدول العربية ما عدا سوريا في حرب استمرت ثمانية أعوام .. ولم ينتصر أحد ولم يكن هناك غالب ولا مغلوب .. لكن شرخاً عميقاً دامياً أصاب الطرفين جراء تلك الحرب العبثية السخيفة التي يمكن إدراجها في خانة الحروب التي كان من الممكن تفاديها. لقد جعل ذلك الشرخ الذي سببته الحرب الايرانييين يفرحون بسقوط النظام العراقي في ابريل 2003م رغم أن الذي أسقطه هو «الشيطان» الأمريكي. ورغم ما حدث ورغم الرواسب إلا أنه من الصعب تصنيف إيران بانها عدو للأمة العربية ولا الامة العربية بأنها عدو لإيران وقوة أي منهما تصب في مصلحة الطرف الآخر . إن تحرير المنطقة من السلاح النووي مطلب معقول وتحقيقه يخدم شعوب المنطقة ويخدم كل الإنسانية. لكن إسرائيل ترفض منعها من إمتلاك السلاح النووي الذي تنفرد به في الشرق الأوسط ولذلك كان من حق ايران وغيرها من القادرين المؤهلين أن يسعوا لامتلاك السلاح النووي. وعلى العرب والايرانيين أن يتنبهوا إلى أنهم خاضوا من قبل حرباً أو أكثر لصالح غيرهم. وإن ذلك كان خطأ ، وأن تكراره يؤذيهم جميعاً وبدرجات أعلى من درجة الأذى القديم والمأمول أن يستعيد الطرفان تلك اللحظات العظيمة عندما ألغيت ايران اعترافها باسرائيل وسلمت مقر سفارتها في طهران لمنظمة التحرير الفلسطينية ، والمأمول أيضاً مع التسليم بأن ايران قوة اقليمية عظمى أن تكف ايران عن تدخلاتها في العراق ولبنان وقطاع غزة .. وطبعاً في الخليج . ويظل الخطر الأكبر بالنسبة للعرب والايرانيين هو اسرائيل.