«يا مشرقة.. ويا دوحة العمر الجميلة المورقة.. أنا كيف أسيب عيونك أفارقا.. يا طيبة ويا دمعة في عيون ناس حنان وقِريِّبة».. هي مقاطع ملكن أشجاني ردحاً من الزمان ولازالت.. وعندما أستمع للفنان المرهف الراحل خوجلي عثمان دائماً ما أتذكر أخي وصديقي والحبيب إلى قلبي عبر الزمان الأستاذ الشاعر الرائع مختار دفع الله.. فهو يعود بنا إلى ليالي الخرطوم الجميلة.. وكلما التقيه أطمئن على الدوام أن الإبداع هو بخير وأن السياسة أيضاً طالما الفن عامر ومزدهر هي بخير.. أطربنا بحديثه الحلو وأنا أراه بذات ألقه وأريحيته وتلقائيته وهو يتحدث درراً في ليلة قمرية تنادى لها أهل الثورات عن بكرة أبيهم بصدق وإخلاص وهم يلتقون بمُرشّح دائرتهم الأخ الهندي عز الدين.. فامتلأت الساحة بهم وامتلأوا هم بأنفسهم.. تألق شاعرنا المرهف مختار دفع الله عندما انساب حديثه سلساً عذباً حول المُرشّح الهندي.. ولا أخاله هنا يداهن أو يجمِّل صورة؛ فالصورة جليَّة بجلائل مواقفه.. كل هذا كان ممزوجاً بالأناشيد الوطنية التي ترنمّت بها الفنانة الرائعة أسرار بابكر التي أكسبت الليلة ألقاً وإبداعاً وحسناً بديعاً.. ولكن كان أُم الإبداع وأصل الكلم وبوح الإشراق الصادق هي الكلمة الجميلة الرصينة ذات الطابع السياسي المعبِّر عن المكتوم في النفوس هو ما قاله قامتنا الإعلامية التلفزيونية والإذاعية أستاذنا عمر الجزلي، هذا الرجل الأبيض السيرة والسريرة، كيف لا وهو كان وسيظل اسماً في حياتنا وليس (أسماء في حياتنا).. عاصرته منذ انتفاضة أبريل 1985م تاريخ توهجنا الصحفي ولازلنا على ذات الطريق. وتألق المُرشّح الهندي بكلماته أمام ناخبيه، وبشَّر أهل المنطقة بكامل البشارة في الإصلاح وتقديم الخدمات في كل المجالات واختصَّ بذلك التعليم والصحة والطلاب والمرأة والشباب.. فكان الحديث ذا ألق وذا شجون.. وقدم تنويراً نحسب أنه مهم في تشريح الحالة السياسية السودانية.. وكانت المرأة نصف المجتمع بل كله حاضرة بالزغاريد والحماس وكيف أن الأطفال حضور كبير رغم صغر سنهم.. فكانت ليلة أيَّما ليلة طمأنتنا على صدق التحوُّل الديمقراطي وصدق الإنقاذ في مقصدها.. وإن كان هناك فائز وخاسر فالفائز الأكبر هو السودان.. والتحية لمدير الحملة الانتخابية.