}.. ولأننا محرومون من كل انواع المتعة الكروية بعدما خاصمنا سكة التطور في كرة القدم وانغلقنا على انفسنا مكتفين بممارسة المكاواة والتعصب والشتل والفتل والخ من الاشياء الهامشية فإن مساحة المتعة ستتسع امامنا ونحن نتأهب لمتابعة العرس العالمي. } حُمى المونديال مع اقتراب المسابقة من الانطلاق زحمت كل الامكنة.. ولا توجد وكالة ولا موقع الكتروني الاّ وقدم خبراً او تقريراً علاقته وطيدة بالكأس العالمي.. وهاهو الموقع الالماني (دويتشه فيللا) يستعرض في تقرير مثير العلاقة بين الكرة والفقر بعدما تحول امر مشاهدة مباريات المونديال الي حلم يراود الفقراء.. وتعميماً للفائدة نورد التقرير في المساحة التالية: } أكد الموقع الألماني أن بث مباريات كأس العالم فى تلفزيونات دول المنطقة العربية مايزال متاحاً للأغنياء فقط، وأن الفقراء في هذه المنطقة يعانون منذ سنوات طويلة من تشفير حلم مشاهدة كبرى البطولات العالمية وحتى القارية.. } وذكر موقع «دويتشه فيللا» أن رياضة كرة القدم هي في الحقيقة رياضة الفقراء، فكبار اللاعبين على مستوى العالم أجمع بما فى ذلك البلدان العربية تقريباً عشقوا اللعبة وتدربوا عليها في الشوارع من أمثال مارادونا ورونالدينيو وغيرهما من كبار نجوم كرة القدم العالمية. } ويعد مارادونا ورنالدينيو من أبرز لاعبي كرة القدم فى العالم، حيث عشقا كرة القدم وهما في سن الطفولة، وبدأ مشوارهما الرياضي باللعب فى الطرقات والأزقة الضيقة وباستخدام كرات بلاستيكية وأخرى مصنوعة من الجلد أو القماش. } وتابع الموقع الألماني في تقريره مشيراً إلى أن هذه الرياضة أصبحت مع مرور الزمن أكثر الرياضات شعبية في العالم، وهكذا بدأ الاهتمام العالمي والإعلامي بها يزداد عاماً بعد عام، وشهراً بعد شهر، ويوماً بعد يوم. وازدادت أيضاً أهمية الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» تدريجياً على الصعيد العالمي ليصبح الآن فى نظر كثيرين من أقوى المنظمات أو الاتحادات العالمية.. } ومع ازدياد شعبية هذه الرياضة ازداد اهتمام كبرى الشركات العالمية بها لاستخدامها لأغراض الدعاية والإعلان، وبالتالي ازداد الإقبال على الاتحاد الدولي لتوقيع عقود رعاية معه، وهكذا أصبحت نهائيات كأس العالم فى كرة القدم اليوم البطولة الرياضية الأبرز التى تجمع أكبر عدد من الرعاة.. } وتعد بطولة العالم لكرة القدم عام 1982 فى إسبانيا النقطة الفاصلة فى تاريخ «فيفا» فيما يتعلق بعلاقاتها بالشركات الراعية، وابتداء من هذه البطولة شهدت بطولات كرة القدم تحولاً كبيراً جلب للفيفا عشرات الملايين من الدولارات التى أصبحت فى البطولات التالية مئات الملايين، والسر الكبير في هذا التحول التاريخي الذي طرأ على كأس العالم وانتقالها من حدث رياضي إلى استثمار مالي كبير تلهث وراءه كبرى الشركات والمجموعات هو بيع حقوق البث للمجموعات الإعلامية العالمية ووسائل الإعلام المختلفة. } وباع «فيفا» حقوق البث الحصري لمونديال 2010 ولكأس العالم 2014 لعدد من المؤسسات الإعلامية العالمية فى مختلف بلدان العالم، وعلى الصعيد العربي أصبحت قناة الجزيرة الرياضية تمتلك حقوق البث بعد أن اشترت قنوات إي آر تي الرياضية بما تملكه من حقوق بث البطولات العالمية ومنها كأس العالم 2010.. } وستقوم قنوات الجزيرة الرياضية بتغطية نهائيات كأس العالم فى جنوب أفريقيا ونقل المباريات حصريا فى المنطقة العربية نظير مقابل مادي لا يقوى على سداده أكثر من نصف شعوب كل الدول العربية، وهي المرة الأولى التى تقوم فيها الجزيرة منذ إنشائها بالنقل الحصري لنهائيات كأس العالم في كرة القدم.. (إنتهى التقرير). } تلك هي الحقيقة التي فرضت نفسها في اطار القطب الواحد الذي انفرد باحتكار البث التلفزيوني للمباريات ولا نستبعد ان يأتي اليوم الذي يراعي فيه اصحاب الشركات والتجار الذين يسعون للربح السريع يطالبون فيه الفقراء بمقابل نظير شهقة هواء صافية حتى يضمنوا استمراريتهم في الحياة..!!