اتفق رئيس جمهورية السودان المشير عمر البشير مع نظيره القائد الليبي العقيد معمر القذافي في قمة مصغرة التأمت بينهما أمس الأربعاء بالعاصمة الليبية طرابلس، اتفقا على جعل منبر الدوحة للمفاوضات حول أزمة دارفور الوحيد والأخير والنهائي للحوار مع الحركات المسلحة للوصول الى تسوية شاملة للأزمة، كما اتفقا على أهمية تحقيق وحدة السودان من خلال الاستفتاء على حق تقرير المصير للجنوب. وبحث البشير والقذافي، في اللقاء المغلق الذي جمعهما أمس الأربعاء، القضايا المصيرية المشتركة بين السودان وليبيا ومشكلة دارفور والاستفتاء بجانب مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها والقضايا العربية والأفريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأكدت الحكومة، بحسب وزير الدولة بالخارجية د. كمال حسن علي، عن اتفاق كامل بشأن وجود زعيم حركة العدل والمساواة د. خليل إبراهيم في ليبيا، إلا أنه عاد وأشار الى أن هنالك مشاورات مستمرة بين الجانبين السوداني والليبي بشأن الملف. وقال الوزير في تصريح ل (الأهرام اليوم ) عبر الهاتف من ليبيا إن البشير أطلع القذافي على الاسترتيجية الجديدة لحل مشكلة دارفور من خلال تفعيل الحل بالداخل ودعم التنمية واستيعاب مكونات المجتمع الدارفوري وبسط الأمن في الإقليم من أجل تمكين النازحين من العودة الطوعية، وأن القذافي أعلن استعداده للعمل من أجل دفع المفاوضات بالدوحة ، وقال وزير الدولة بالخارجية إن القذافي أمن على الاستراتيجية لحل ازمة دارفور ، مشيراً إلى أن القذافي أكد استعداه لدعم مفاوضات الدوحة، وشدد على أن يكون منبر الدوحة الطريق الوحيد والأخير والنهائي لحل القضية ، ونبه إلى أن الحل للمشكلة يكمن في التفاوض والحوار، وأعلن القذافي استعداده للعمل من أجل دفع التفاوض في الدوحة، وأشار كمال حسن علي إلى أن الحكومة أبلغت الجماهيرية بأن موقفها واضح في حل مشكلة دارفور، وأن من أراد الحلول عليه التوجه إلى المفاوضات بالدوحة، ونبه إلى أن من يرفض الدوحة يعزل نفسه تماماً عن التسوية، مشيراً إلى أن الرئيسين دخلا في جلسة مباحثات مغلقة خلال الفترة المسائية وأنه يعود إلى الخرطوم والوفد المرافق له اليوم الخميس. وأمّن القذافي بحسب وزير الدولة على أهمية الوحدة للقارة الافريقية وليس للسودانيين فقط، وشدد على ضرورة إتاحة الحرية للجنوبيين في اختيار الوحدة، وحذر من اختيار دولة صغيرة حال الانفصال، وقال حسن علي إن الرئيسين البشير والقذافي تباحثا حول الموقف القوي الذي اتخذته الدول الافريقية في قمة كمبالا، ودعا الرئيسان لأهمية تقوية العمل الافريقي المشترك، وأشار الوزير إلى أن القذافي أكد مشاركة الجماهيرية الليبية ومنظماتها وشركات الدولة في مؤتمر إعمار شر ق السودان بالعاصمة الكويت. وقال مستشار رئيس الجمهورية د. مصطفي عثمان اسماعيل إن مباحثات الرئيس البشير والقائد القذافي تطرقت لتطورات الأوضاع في دارفور وخاصة الأستراتيجية الجديدة لتعزيز الأمن والسلام في الأقليم، بجانب مسار تنفيذ اتفاقية السلام الشامل والجهود التي تبذلها الحكومة من أجل استكمال عملية الاستفتاء بإشراك كل القوى السياسية، وأن تكون الوحدة هي الخيار الطوعي لأبناء الجنوب، وقال مستشار رئيس الجمهورية إن اللقاء استعرض الأوضاع في الصومال والقضية الفلسطينية. واستقبل الزعيم الليبي معمر القذافي ب (تكنة باب العزبزية) رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والوفد المرافق له. وذكر مصدر إعلامي ليبي رسمي، أن الرئيس البشير جدد خلال اللقاء التعبير عن الإشادة بجهود القائد الليبي من أجل إحلال السلام بإقليم دارفور، وجدد إعلان دعمه وحرصه على أمن واستقرار السودان.