وصل زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، السبت، إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا للاجتماع بقادة تحالف قوى الإجماع الوطني والجبهة الثورية وبحث إمكانية إحكام التنسيق، وسط توقعات بإبرام اتفاق مشترك لتوحيد المُعارضة ودفع التعاون المستقبلي في إتجاه ايجاد تسوية شاملة للأزمة السودانية. وشهدت العاصمة الأثيوبية على مدى الأيام الماضية توافداً مُستمراً لقادة المعارضة في الداخل تقدمهم رئيس تحالف قوى الإجماع فاروق ابوعيسى، ورئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، ورئيس الحزب الاتحادي الموحد يوسف محمد زين، إلى جانب نائب رئيس حزب الأمة مريم الصادق المهدي، كما حط فيها وفد من المؤتمر الشعبي بقيادة بشير آدم رحمة وينتظر أن ينضم لاحقاً موفدين من آلية "7+7" التى تضم مُمثلين للحكومة والمُعارضة في الحوار الوطني. ويترافق إحتشاد قوى المعارضة مع مُحادثات متعثرة بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال التي تقاتل في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، ومفاوضات أخرى شبه متوقفة بين الحكومة ومسلحي دارفور. يشار إلى أن قوى المُعارضة في الداخل تسعى إلى تنسيق مواقفها مع الحركات المُسلحة التى تأتلف فيما بينها تحت تنظيم"الجبهة الثورية" وسبق أن اعلنت مراراً عن اتصالات بينها وقادة الثورية لترقية التعاون والعمل في اتجاه توحيد المواقف المُشتركة في مواجهة النظام الحاكم بالسودان. ووقّع حزب الامة القومي في الثامن من أغسطس الماضي اتفاقا مع "الجبهة الثورية" في العاصمة الفرنسية، وهو ماعرف اصطلاحاً ب"إعلان باريس"، ودعا الاتفاق في ابرز بنوده إلى وقف الحرب والتغيير الديمقراطي في السودان. وقالت نائب رئيس حزب الأمة مريم الصادق المهدي السبت، إن المهدي الذي يتخذ من القاهرة مقراً منذ توقيع "إعلان باريس" سيجري في أديس سلسلة اجتماعات مع قادة المُعارضة والحركات المسلحة. وكشفت عن ما أسمته تقدماً كبيراً في الحوار الجاري بين القوى الوطنية المتواجدة حاليا في العاصمة الاثيوبية منوهة الى اتفاقها جميعا على أن مشكلة السودان تتلخص في "استمرار السياسات العقيمة" التي يمارسها نظام حزب المؤتمر الوطني. وقالت مريم المهدي التي وصلت أديس أبابا منذ نحو أسبوع ، إن توقيع صفقة سياسية بين تحالف قوى الاجماع الوطني، والجبهة الثورية بات وشيكا. وأعلنت وصول الأمين العام لحزب الأمة سارة نقد الله ، ومحمد المهدي حسن الأمين السياسي ومحمد عبد الله الدومة نائب رئيس الحزب الى العاصمة الأثيوبية قبل يومين، كما رجحت إنضمام مساعد الرئيس صلاح مناع قادما من جوبا. وتُشير متابعات صحفية إلى أن مشاورات تجري منذ عدة أشهر بين تحالف الإجماع الوطني والجبهة الثورية، بهدف تطوير "إعلان باريس" وتجميع المُعارضة على برنامج سياسي واحد من أجل السلام والديمقراطية في السودان. وكان رئيس تحالف قوى الإجماع فاروق أبوعيسى اظهر إمتعاضه من "إعلان باريس"، لكن إجتماعاً ضمه إلى الصادق المهدي في القاهرة خلال أكتوبر الماضي، اسهم في إزالة التوترات وأعلنا بعده الاتفاق على تسريع الجهود لتوحيد قوى المُعارضة من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والتحول الديمقراطي بالبلاد.