أعاد "فيسبوك" تحديث خوارزميته التي تحدد أولويات ظهور المحتوى أمام المستخدمين في شريط الأخبار. وركّز التحديث الجديد على ترتيب المحتوى وفق طريقة التفاعل معه من خلال أزرار المشاعر والتعليقات. وتأتي هذه التغييرات بمناسبة مرور سنة على إضافة علامات تفاعل أخرى إلى جانب زر "لايك". وقرّرت الشركة ألا تكتفي بعدد اللايكات من أجل قياس التفاعل، بل تمديد الفحص ليشمل أزرار المشاعر الأخرى. وبرّرت الشركة هذا بكون المشاعر هي الدليل الأقوى على رغبة المستخدم برؤية المزيد من المحتوى المشابه، عكس الاكتفاء بزر "لايك" التقليدي، وهو ليس مجرد قرار عشوائي، بل مبني على دراسة لبيانات التفاعل. أسباب القرار وأوضح الموقع أن الشركة قد اتخذت هذا القرار لعدة أسباب أولها أن النقر على زر المشاعر يأخذ وقتاً أكثر. فمجرد الضغط المستمر حتى تظهر لائحة المشاعر ثم تجشم عناء اختيار واحد، يخبر خوارزمية "فيسبوك" بأن المستخدم مهتم فعلاً لهذا المنشور. يذكر أن الموقع لن يحابي المشاعر الإيجابية على حساب السلبية، مثل ما تفعل خوارزمية "يوتيوب"، بل سوف يعاملها على قدم المساواة. ويرجع السبب الثاني لهذا التغيير في خوارزمية "فيسبوك" إلى النجاح الكبير الذي حققته هذه الأزرار. إذ سجل الموقع ما مجموعه 300 مليار تفاعل باستخدامها، واحتل زر القلب الوردي نصفها تقريباً. واحتلت الولاياتالمتحدة في استخدامها المرتبة الثامنة، وجاءت بعد كل من المكسيك والشيلي وسورينام واليونان والبارغواي وكوستاريكا وبيليز. ثم جاءت متبوعة بالبرازيل والأوروغواي. ماذا يعني ذلك؟ ويعني ذلك أن المنشورات الأنجح يجب ألا تعتمد على اللايكات بل على المشاعر الأخرى، ما يعني تراجع الصفحات مستقبلاً عن طلب النقر على زر "لايك" مقابل تقديم الخدمات والمفاجآت. وقبل سنة، كان "فيسبوك" قد استجاب لمطالب إضافة أزرار أخرى إلى جانب زر "لايك". لكن بدل تلبية الطلب بإضافة زر "ديسلايك" الذي يعبّر عن كره المحتوى أو عدم الاتفاق معه، قام زوكربيرغ بإضافة تشكيلة من الرموز الأخرى الشبيهة بالأموجيز، والتي تعبّر عن مشاعر مختلفة هي الحب والضحك والغضب والدهشة والحزن، إلى جانب زر "لايك" التقليدي طبعاً. ليس التغيير الأول ولجأ موقع "فيسبوك" لتغييرات كثيرة في خوارزميته خلال الفترة الأخيرة. ويبقى التغيير الأهم هو ذاك المتعلق بإعطاء الأولوية للمنشورات القادمة من حسابات العائلة والأصحاب بدل تلك القادمة من الصفحات. ويعني ذلك تراجعاً في التفاعل مع الصفحات الاحترافية، وهو ما اعتبرته المنصات الاحترافية نوعاً من الابتزاز للصحافة الاحترافية التي وجدت نفسها في مأزق.