أيام قلائل تفصلنا عن معركة الحسم واسترداد الحقوق للمعلم نبراس الأمة وقنديلها والتي تشهد رحاها قلاع العلم والمعرفة، معركة استرداد حقوق المعلم وعودة هيبته إلى ماضيه الأول أصبحت فرض عين على كل معلم ومعلمة حيث يسطر التاريخ هذه الأيام ملحمة الوفاء على جدار قاعات الدراسة التي تشهد أعمال الكنترول والتصحيح لامتحانات شهادة الأساس فلتكن هذه القاعات في الأيام القادمة حديث كل من كان يحدث نفسه باللحظة السعيدة التي تخالطها ابتسامات الرضا والتي قطعت عندها النقابة العامة للتعليم بوعدها أمام الجميع بمقاطعة هذه المرحلة من امتحانات شهادة الأساس وامتحانات الشهادة السودانية في حال عدم إيفاء وزارة المالية بتطبيق الزيادات الخاصة بطبيعة العمل وذلك عبر بيان نشر سابقا بعد أن رفضت وزارة المالية تطبيقها لتدخل نقابة التعليم بعد ذلك مرحلة التحدي والتي لا تقبل فيها سوى النصر والظفر بحقوق المعلم كاملة غير منقوصة فإما معلم مرفوع الرأس يعتز به في جميع المحافل وإما خزي تنتكس عنده الرؤوس. أوضاع مزرية يعيشها العاملون في قطاع التعليم بسبب رواتبهم الضعيفة في ظل ظروف اقتصادية قاهرة لا تقبل أنصاف الحلول، أوضاع دفعت بالكثيرين منهم إلى خارج مؤسسات التعليم الحكومية إلى مهن أخرى أو العمل بالمدارس الخاصة وذلك من أجل تصحيح المعادلة التي وضعتهم عليها ظروف عملهم بالتعليم دون أن توليهم الحكومة أدنى اهتمام بشأن تنفيذ القرار الجمهوري القاضي بزيادة طبيعة العمل والذي أصبح حبراً على ورق بسبب عناد وزارة المالية في أمر تنفيذه، وبالرغم من أن المعلم كانت له مكانته الاجتماعية وسط المجتمع إلا أن بفعل سياسة النظام تجاه التعليم في الآونة الأخيرة أضرت بموقفه كثيرا بعد أن لحق الضرر بالتعليم في المقام الأول، ولكن سيظل المعلم معلما يشار إليه بالبنان إذا ما لحق بنفسه وأعلن الانحياز التام لمبادئه دون أن تجرحه أي استمالة عن مسيرته سواء كان بالترغيب أو الترهيب مهما بلغ به الأمر. اختلت الموازين السياسية للتنظيم الحاكم أو اختل التنظيم نفسه كتنظيم سياسي بعد أن طرأت على الساحة السياسية السودانية كثير من المتغيرات فالحال الذي عليه الآن ليس كما كان عليه قبل فترة وجيزة ولذا على النقابة أن تشد بيدها على مطالبها بقوة طالما أنها تتحدث من منطلق شرعيتها التي قد يختلف حولها البعض ولكن طالما أصبح الهدف واحد وهو استرداد الحقوق فعلى الجميع نقابة ولجنة معلمين وكل الفئات أن يتناسوا أي خلاف والعمل على تصعيد قضيتهم، فما يجمعهم كمعلمين أكثر مما يفرقهم في دروب السياسة فلم يتبق من الوقت شيء يذكر فليقف الجميع خلف النقابة شاهرين سلاح المقاطعة حتى تنفذ كل بنود القرار الوزاري حرفاً حرفاً وبأثر رجعي فهذه هي الفرصة الأخيرة لسماع صوتكم فإن كممت أفواهكم فسوف لن تقم لكم قائمة أبدا فانتم أمام امتحان مكشوف لا يسقط فيه من كان ذو عزيمة لا تأخذه في الحق لومة لائم وحينها لا نملك إلا أن نقول لكم أيها المعلمون ... قلوبنا معكم. الجريدة