من النوادر التي سنرى فيها برشلونة مشجعاً شرساً لممثل مدريدي، ذلك هو ما تمليه قمة "سانتياغو بيرنابيو" التي سيكون فيها وصيف الترتيب مؤمناً بقوة بنجاح أتليتكو على عرقلة ريال مدريد في بيته لاعتلاء القمة. تتجه الأنظار اليوم السبت إلى ملعب "سانتياغو برنابيو" في مدريد للدربي المرتقب بين المتصدر ريال والثالث أتلتيكو في قمة المرحلة الحادية والثلاثين من الدوري الإسباني، بينما يتربص حامل اللقب والوصيف الحالي برشلونة أي تعثر للنادي الملكي، عندما يحل ضيفاً على ملقا في اليوم ذاته. ويعتبر دربي العاصمة حاسماً في مشوار ريال مدريد لاستعادة لقب الدوري الغائب عن خزائنه منذ إحرازه للمرة الأخيرة عام 2012، كما أنه الأول من سلسلة 4 مباريات حاسمة للنادي في نيسان/أبريل. فبعد استقباله أتلتيكو السبت، سيحل ريال مدريد في 12 منه ضيفاً على بايرن ميونيخ الألماني في ذهاب ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا التي يحمل لقبها، قبل أن يستضيفه في 18 منه، ومن بعده يستقبل برشلونة في الكلاسيكو في 23 من الشهر ذاته أيضاً. ويتصدر ريال مدريد ترتيب الليغا برصيد 71 نقطة بفارق نقطتين أمام برشلونة و10 نقاط أمام أتلتيكو مدريد، علماً أنّ لديه مباراة مؤجلة أمام مضيفه سلتا فيغو لم يتحدد موعدها حتى الآن بسبب الروزنامة المضغوطة للفريقين كون سلتا فيغو لا يزال ينافس في مسابقة الدوري الأوروبي حيث بلغ ربع النهائي. "مباراة قوية" إدراكاً منه لقوة المواجهات التي تنتظر لاعبيه، لجأ مدرب ريال، الفرنسي زين الدين زيدان إلى إراحة نجومه في المباراة الأخيرة أمام ليغانيس (4-2) الأربعاء، حيث أجرى 7 تعديلات على التشكيلة الأساسية لإراحة البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بايل والفرنسي كريم بنزيمة والألماني طوني كروس والكرواتي لوكا مودريتش وداني كارفاخال والبرتغالي بيبي قبل دخول المرحلة الحاسمة من الدوري المحلي والمسابقة القارية. ودافع زيدان عن خياراته أمام ليغانيس خصوصاً وأنّ فريقه تقدم بثلاثية نظيفة في نصف ساعة قبل أن تتلقى شباكه هدفين في 3 دقائق، مشيراً إلى أنّ الأمر لم يكن مجازفة منه. وأضاف: "لدي فريق كبير، وليس هناك لاعبون أساسيون وآخرون بدلاء. نحن جميعاً في نفس المركب ولا يزال أمامنا مشوار طويل يجب أن نقطعه سوياً. وبالتالي سنكون بحاجة إلى جميع اللاعبين". وأضاف: "قدمنا مباراة جيدة وانتزعنا فوزاً مستحقاً وجيداً للثقة. أمامنا مباراة قوية السبت ونحن على أتم الاستعداد لها". ويدخل ريال مدريد المباراة بعد 5 انتصارات متتالية في الدوري، إلا أنه سيكون تحت الضغط كونه سيلعب قبل 4 ساعات من برشلونة، وسيكون مطالباً بكسب النقاط الثلاث لأنّ أي نتيجة غير ذلك قد تفقده الصدارة في ظل الإختبار السهل للنادي الكاتالوني أمام ملقة الذي يصارع من أجل البقاء في الدرجة الأولى. وتشهد المواجهات بين الريال وأتلتيكو ندية كبيرة، وشكّل النادي الملكي عقدة لجاره في دوري أبطال أوروبا في المواسم الثلاثة الأخيرة، إذ توّج على حسابه بلقبي 2014 و2016 وأقصاه من ربع نهائي 2015. كما أنّ ريال مدريد دك شباك جاره بثلاثية نظيفة سجّلها رونالدو في مباراة ذهاب الدوري في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، وهو يأمل في ترسيخ تفوقه أقله للإبقاء على فارق النقطتين عن برشلونة. من جهته، يدخل أتلتيكو مدريد لقاء السبت بمعنويات عالية بعدما واصل انتفاضته الثلاثاء بفوز خامس على التوالي وكان على حساب ضيفه ريال سوسييداد بهدف لمدافعه البرازيلي فيليبي لويس. ويأمل أتلتيكو في الثأر من جاره وتعزيز حظوظه في إنهاء الموسم في المركز الثالث لضمان المشاركة مباشرة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. إلا أنّ النادي المدريدي يعاني من إصابات عدة، فيحوم الشك حول مشاركة الفرنسي كيفن غاميرو والبرتغالي تياغو منديز وأوغوستو فرنانديز والأرجنتيني نيكولاس غايتان. برشلونة وأمل الصدارة.. فرصة على مرمى حجر في المقابل، يخوض برشلونة اختباراً سهلاً نسبياً عندما يحل ضيفاً على ملقا الخامس عشر، متأملاً في "هدية" من أتلتيكو مدريد تعيده إلى الصدارة قبل مرحلتين من "الكلاسيكو" المرتقب بضيافة ريال. وضرب برشلونة بقوة في مبارياته الثلاث الأخيرة التي أعقبت خسارته المفاجئة أمام ديبورتيفو لا كورونيا في 12 آذار/مارس، فسحق فالنسيا 4-2 وغرناطة 4-1 وإشبيلية 3-صفر، وفرض نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي نفسه نجماً بتسجيله 4 أهداف في مباراتين، معززاً صدارته لترتيب الهدافين مع 27 هدفاً. ويملك برشلونة الأسلحة الهجومية اللازمة لتحقيق الفوز الرابع على التوالي، وفي مقدمها الدولي الأوروغواياني لويس سواريز ثاني الهدافين (24 هدفاً)، والبرازيلي نيمار دا سيلفا الذي سجل هدفه ال 100 بألوان البلاوغرانا في المرحلة قبل الماضية. وعلق مدرب إشبيلية الأرجنتيني خورخي سامباولي على خسارة فريقه أمام برشلونة قائلاً: "برشلونة ليس في حاجة إلى العديد من الفرص للتسجيل، في حين سنحت أمامنا فرصتان دون أن ننجح في ترجمتهما إلى هدفين". وتراجع إشبيلية إلى المركز الرابع بعدما فشل في تحقيق الفوز في مبارياته الخمس الأخيرة (3 تعادلات وخسارتان)، وبات يتخلف بفارق 3 نقاط عن أتلتيكو مدريد في صراعهما على المركز الثالث. ويملك إشبيلية فرصة استعادة التوازن عندما يستضيف ديبورتيفو لا كورونيا السادس عشر، وهو يمنّي النفس بفوز ريال مدريد على جاره للحاق بالأخير إلى المركز الثالث. وتبرز أيضاً مواجهة فياريال الخامس وضيفه أتلتيك بيلباو السادس الجمعة في افتتاح المرحلة. ويتفوق الأول على الثاني بفارق نقطة واحدة، وفوز أحدهما سيعزز حظوظه في الظفر ببطاقة الدوري الأوروبي الموسم المقبل والإبتعاد نسبياً عن ريال سوسييداد السابع والمنافس الوحيد لهما على المركزين الخامس والسادس المؤهلين لليوروبا ليغ. ويلعب ريال سوسييداد مع سبورتينغ خيخون الإثنين في ختام المرحلة. كما تقام السبت أيضاً مباراة إسبانيول مع ألافيس، والأحد غرناطة مع فالنسيا، وسلتا فيغو مع أيبار، وأوساسونا مع ليغانيس، ولاس بالماس مع ريال بيتيس.