حازت الصوفية على إشادات عميقة في ندوة عقدت في الخرطوم. وأشار المشاركون إلى دورها الفعال في الحراك المجتمعي والسياسي والاقتصادي باعتبارها تنظيمات دينية اجتماعية أصبحت جزءاً من منظمات المجتمع المدني، مؤكدين أن ربع سكان البلاد "متصوفة". وخلال ندوة نظمها مركز دراسات المجتمع "مدا" بقاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات تحت عنوان: "الطرق الصوفية ودورها الاجتماعي والسياسي بالسودان"، قال أ.د. حسن محمد صالح رئيس اللجنة العلمية بالمركز، إن الطرق الصوفية هي تنظيمات دينية اجتماعية لها دور فعال في الحراك الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بالبلاد. وأضاف صالح أن الصوفية تمثل ربع سكان السودان خاصة، وتدخل فيها كل قطاعات المجتمع حيث أصبحت جزءاً من منظمات المجتمع المدني، وأشار إلى أن المركز نظم الورشة ضمن اهتمامه بالقضايا الاجتماعية، وأن الطرق الصوفية تربية دينية إسلامية معتدلة فيها التكافل والتعاون والترابط. وأوضح صالح أن الصوفية طورت من آلياتها لخدمة المجتمع ولديها حراك شعبي واسع في التربية الدينية وأصبحت جاذبة للشباب. من جانبه، قال مدير إدارة الدعوة بمجلس الذكر والذاكرين الطيب عبدالله الإمام، إن الحراك الصوفي مشاهد في مناحي الحياة كافة، وإن التواجد الاجتماعي للطرق الصوفية يعتبر شعبياً حيث تنزلت الطرق الصوفية للضعفاء والمساكين ولم تدخل في المسائل العقدية، فكانت أكثر شيوعاً. وأضاف أن الطرق الصوفية تعتبر مأوى لشرائح المجتمع لتعليم القرآن الكريم وعلومه، ضارباً مثلاً بمسيد الشيخ العبيد ودبدر بأم ضواً بان. واعتبر الإمام أن الطرق الصوفية في المرتبة الأولى لتزكية المجتمع، وتقدم إنساناً سوياً للمجتمع، هدياً بسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ولديها اقتراحات ودور فعال في السياسة واقتصاد بالبلاد. من جانبه، أكد د.نافع علي نافع أن المجتمع الصوفي لديه مساهمات كبيرة في المجالات كافة خاصة في التماسك الاجتماعي، وقال إنها تلعب دوراً مهماً في العمل السياسي وقدمت النصح والمشورة للقيادة السياسية ولم تكن موالية لحزب سياسي وإنما من جانب مسؤوليتها الدينية والمجتمعية.