قال وزير الإعلام والثقافة، أحمد بلال عثمان، ان زيارة وزير الخارجية علي كرتي ومدير جهاز الامن الفريق محمد عطا عباس لعاصمة جنوب السودان، امس، جاءت في اطار تنبيه جوبا الى الكف عن دعم الحركات المتمردة ضد الخرطوم حتى لاينهار اتفاق التعاون بين البلدين. ونقل المبعوثان، اللذان انهيا زيارتهما الى جوبا امس، لرئيس دولة جنوب السودان بمكتبه انشغالات السودان بشأن استمرار الدعم من دولة الجنوب للحركات المتمردة ضد السودان، وقدما شرحا لرئيس دولة الجنوب حول المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة المختصة بشأن الدعم العسكري واللوجستي وتسهيلات الحركة والانتقال التي لاتزال الحركات المسلحة تتلقاها عبر الحدود بين البلدين . وتم ذلك بحضور وزير خارجية دولة الجنوب نيال دينق، ود. مطرف صديق سفير السودان لدى الجنوب. ووعد سلفاكير بالنظر في هذه المعلومات والانشغالات والتحقق منها، مؤكدا ان بلاده ليست لديها رغبة في الاضرار بمصالح السودان، مجددا الالتزام بالاتفاقيات الموقعة بين البلدين حسب المصفوفة الأخيرة ، كما أشار الى أنه سيلتقي برئيس الجمهورية المشير عمر البشير على هامش قمة الاتحاد الافريقي التي ستعقد باديس أبابا في الاسبوع الأخير من مايو الجاري وسيبحث معه هذه الانشغالات وكافة قضايا العلاقة بين البلدين . وتم خلال اللقاء الاتفاق علي تعزيز الاتصالات المباشرة بين الأجهزة المختصة في البلدين وتفعيل الآليات المشتركة. واتهم وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة أحمد بلال عثمان، في حديثه لبرنامج مؤتمر اذاعي الذي بثته الاذاعة السودانية امس، جوبا بتوفير الدعم اللوجستي للمتمردين الذين شنوا هجمات عسكرية على منطقة أبوكرشولا. وقال ان طائرات تتبع الى جوبا نقلت الجرحى الى مناطق في جنوب السودان، كما انها نقلت الامدادات للمقاتلين، موضحا ان خطاب رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ابان عملية الانفصال كان واضحا بأنه لن يتخلى عن المتمردين في ولايات النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور، وتابع بالقول « لايوجد مقاتلون ينتمون الى الجيش الشعبي في صفوف المتمردين، لكن الدعم يأتي في اطار لوجستي «. وذكر بلال ان سقوفات المتمردين ارتفعت الى المطالبة بحل قضايا السودان في اطار شامل بعد ان كانت حركات مطلبية، وقال ان هذه المطالب نقلها مفاوضو الحركة الشعبية - قطاع الشمال لفريق التفاوض الحكومي في اديس ابابا في ابريل الماضي. كما اتهم بلال، جهات لم يسمها، بمحاولة جر السودان الى حرب اثنية وعنصرية ، لكنه شدد على ان الحكومة لن تستجيب لمثل هذه المحاولات، ودعا المعارضة والحركات المتمردة الى حوار وطني جاد ومثمر وتقوية الجبهة الداخلية. وعاد الى الخرطوم مساء امس، وزير الخارجية علي كرتي، و مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول محمد عطا المولي ، بعد زيارة رسمية استغرقت يوما واحدا لدولة الجنوب مبعوثين من رئيس الجمهورية الي الفريق سلفاكير ميارديت. من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي مضوي الترابي ان الوضع الحالي يتطلب اجراء مزيد من حرية التعبير والمساواة بين المواطنين وتحقيق دولة يشعر فيها المواطن انه صاحب حق أصيل. وقال ان التحديات الحالية افرزها عدم الوصول الى مشروع حكم مستقر وعدم توفر فرص العمل، والتوظيف السياسي. ووجه انتقادات لاذعة للنخب السياسية التي مرت على السودان وقال انها كانت بعيدة عن المواطن. ورأى الخبير الاستراتيجي ان الاختراقات التي تأتي من الخارج تستغل عدم رضا بعض الفئات على الحكم، ونصح بتحقيق توافق سياسي لمنع الخارج من عملية الاختراق.