بدأت تباشير فصل الخريف بأضرار بالغة في الممتلكات جراء سيول ضربت عدة أحياء في مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، بينما تسببت رياح عاتية مصحوبة بالأمطار في مقتل طفلين بولاية نهر النيل. وحذرت السلطات الشهر الماضي من توقعات تتحدث عن إرتفاع كبير في منسوب فيضان النيل هذا العام، وقال مسؤولون إن قراءات هيئة الأرصاد الجوية والجهات المختصة تتحسب لهطول أمطار غزيرة خلال خريف هذا العام. وشهدت مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة في أواسط السودان احتجاجات، الجمعة، على انقطاع التيار الكهربائي في أعقاب أمطار مصحوبة بعواصف أدت إلى قطع أحد خطوط الكهرباء الرئيسة، دون أن تمتد إليه جهود الصيانة منذ ثلاثة أيام. وحسب شهود عيان أدت العواصف إلى إقتلاع الأشجار وأسقف المنازل وتضرر أعمدة الكهرباء خاصة المتهالكة منها جنوبي مدينة ودمدني. واجتاحت سيول قوية سببتها أمطار غزيرة هطلت لنحو عشر ساعات متواصلة بمدينة كادقلي في جنوب كردفان، أحياء حجر النور، ألبان جديد، حي السوق شمال، والدرجتين الثالثة والرابعة. وسارعت حكومة جنوب كردفان، السبت، إلى عقد اجتماع طارئ مع المنظمات الأجنبية والوطنية لبحث كيفية التدخل السريع لتقديم المساعدات للمتضررين واحتواء الآثار البيئية، تحاشيا لتفشي الوبائيات. وأعلن مفوض الشؤون الإنسانية بالولاية تضرر أكثر من 600 منزل بين تضرر جزئي وكلي، وطلب المفوض بشكل عاجل تقديم دعومات إيوائية وغذائية. ونقل تلفزيون "الشروق" عن مواطنين في كادقلي، الجمعة، مطالبتهم السلطات الحكومية بالتدخل الفوري لمعالجة الأضرار التي خلفتها السيول بعدد من أحياء كادقلي. وبحسب المعلومات الأولية، ألحقت الأمطار والسيول أضراراً بمنازل وممتلكات المواطنين في الأحياء التي اجتاحتها دون حدوث وفيات وسط الأهالي. وناشد المواطنون المنظمات الطوعية الوطنية والأجنبية تقديم العون العاجل للمتضررين، والعمل على تلافي أي آثار بيئية سالبة محتملة بعد السيول. وفي ولاية نهر النيل شمال السودان لقي طفلان مصرعهما مساء الخميس جراء سقوط جدران وأبنية عليهما نتيجة لعاصفة ترابية عنيفة ضربت منطقة كبوشية شمالي مدينة شندي. وألحقت العاصفة أضراراً كبيرة بالمرافق والمنشآت العامة والخاصة. وقال عضو المجلس التشريعي بولاية نهر النيل صلاح الدين الخضر، إن العاصفة التي ضربت كبوشية بشكل مفاجئ لم تستغرق أكثر من خمس دقائق وصاحبتها أمطار غزيرة، لكنها أحدثت أضراراً بالغة في المرافق والمنشآت العامة والخاصة بالمواطنين. وأكد الخضر تضرر معظم المدارس ومرافق الصحة بالمنطقة، وناشد السلطات المختصة الإسراع بالتدخل وتدارك الأضرار في المرافق المتأثرة من أجل عودة استقرار الخدمات بمنطقة كبوشية وما جاورها. وتحولت منطقة شرق النيل، شرقي العاصمة الخرطوم، العام الفائت، إلى مستنقع كبير بعدما غمرت السيول عشرات القرى المتناثرة في المنطقة وشوهدت صورٌ للعديد من السكان يحاولون الهرب من مياه السيول بالسباحة أو بالتشبث بقطع الأثاث المنزلي. وشكلت ولاية الخرطوم هذا العام غرفة لطوارئ الخريف تضم هيئة الأرصاد الجوي والدفاع المدني، ووزارات الداخلية، الصحة، الزراعة، والرعاية والضمان الاجتماعي، وأعلنت توفير آليات التدخل السريع وخمسة آلاف شاب للعمل مع غرف طوارئ الخريف بالمحليات.