أدهشني وحيّرني الكلام الذي وقعت عليه في أحد المواقع العربية على الشبكة والذي يعد مناصرة للنظام البعثي السوري في مواجهة الشعب السوري المسلم العربي الثائر منذ حوالى العام. يقول الموقع المدافع عن النظام السوري في اعترافاته المذهلة: إن استهداف سوريا اليوم وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة هو جزء من سياسة خلط الأوراق التي تمارسها الولاياتالمتحدة ودوائر صنع القرار العالمي المهتمة بإطلاق مشروع الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية.. هذه الفوضى التي ستقلب الطاولة وتهدم المعبد وتجعل الشعوب والحكومات تغرق في دوامة الفوضى وتغرق في دوامة الإصلاح والفساد والاقتتال الداخلي ردحاً من الزمن حيث يتسنّى لتلك القوى تمرير مشروعاتها وفي كافة مناحي الحياة.. ثم يبدأ الاعتراف الحقيقي بما فعله النظام السوري: نعم هناك احتياجات كبيرة وكثيرة للأشقاء السوريين بدءًا من الخبز ومروراً بالحرية وانتهاء بمحاربة الفساد وتطوير مرافق الدولة المترهلة وتطوير آليات السوق وإطلاق الحريات العامّة للأفراد والجماعات المدنية وغيرها والإفراج عن المعتقلين السياسيين وإطلاق حرية الإعلام ووقف تغول الأجهزة الأمنية على الحياة السياسية وعلى كرامة المواطنين وحريتهم. ثم يقول المراقب العربي النزيه والحصيف والذي تبدو عليه نزاهة القرامطة وحصافة أهل البعث «أرى أن القيادة السورية بدأت تفكر جدياً في استيعاب حركة الشارع السوري والتعاطي مع رغبات المواطنين السوريين» تصوروا.. بدأت.. الآن فقط. وبدأت لتصنع ماذا؟ في التفكير.. وشكراً لها ونحن في غاية الامتنان.. لأنه تفكير جدّي كما يقول المراقب!! وعلى قول المثل العربي: ناس تخاف ما تختشيش تصوروا.. أن الشعب السوري تحت حكم البعث لا يزال يحتاج إلى الخبز.. والحرية.. والكرامة.. والإعلام الصادق الحُر.. وكبح جماح الأجهزة الأمنية والإفراج عن المعتقلين السياسيين... و... و... وما لم يقله ولا يستطيع أن يقوله علوي بعثي قرمطي مهما بلغ من الخسة والدناءة والوقاحة.. أقول لهؤلاء بعد أكثر من أربعين عاماً من حكم البعث في سوريا دولة المواجهة والممانعة.. ماذا بقي للشعب السوري بعد هذه المدة المتطاولة غير الهواء والماء. إن الذي لم يقله الموقع البعثي القرمطي المتستر وراء الهوى والهُوية كما يقول هو أن النظام البعثي العربي الاشتراكي القرمطي يجب أن يغادر ويرحل طوعاً أو كرهاً.. لأن الذي ظل هذا النظام يفعله بالشعب السوري والشعب الفلسطيني والشعوب العربية والشعوب الإسلامية يقف فيه الجن الحقيقي مندهشاً ومتحيِّراً. إن الذي يفعلُه نظام البعث لا يفعله اليهود.. إن القرامطة الجُدُد يقتلون الأجنة في بطون أمهاتهم ويعتقلون الأطفال دون سن العاشرة ويقتلونهم فإذا جاء آباؤهم يسألون عنهم قالوا لهم اذهبوا ولا تسألوا عنهم وخلِّفوا غيرهم وإذا لم تستطيعوا «...» بين القوسين تركته لأنه أفحش من الذي حكته بت مجذوب في رواية موسم الهجرة إلى الشمال عن زوجها ود البشير مع أن بت مجذوب الفاجرة تحكي عن زوجها وهؤلاء القرامطة السّفَلَة يتكلمون عن زوجات الآخرين أمام أزواجهنّ. ويسأل البعض من هم البعثيون الحاكمون اليوم في سوريا؟ والإجابة هم العلويون الإسماعيلية أحفاد حمدان ابن الأشعث الأهوازي الملقب بقرمط وقد خرجوا على الخلافة العباسية في القرن التاسع الميلادي وهو يعادل القرن الثالث الهجري وحاولوا سرقة الحجر الأسود وأقل ما يقال فيهم إنه يجوز أن يوجه عنهم هذا التساؤل.. هل هم مسلمون؟ فإذا كانت الإجابة «لا» ليسوا هم بمسلمين.. فذلك الظن بهم وإن كانت الإجابة نعم فهي خطأ لأن الإجابة إذا لم تكن «لا» فلن تزيد على «ربما والله عليم بهم فأقوالهم تدل على الإسلام وأفعالهم لا تدل إلا على الكفر». لقد ظل البعث يحكم سوريا من بدايات ستينيات القرن العشرين حكمًا مغلقاً أبدياً سرمدياً خالداً لا يعترف بما قبله ولا يفسح المجال لمن يأتي بعده، وأصولية البعث مع أنها لا تمت إلى كتاب ولا إلى شبهة كتاب فهي تفوق كل ما نسجه الخيال الغربي والنصراني الصليبي أو اليهودي الصهيوني عن الأصولية الإسلامية.. ومخطئ من ظن أن فضائح البعث العربي السوري الاشتراكي قد بدأت عام 2011.. إن أكبر فضائح البعث العربي هي فضيحة الممانعة.. فالبعث يسوِّق نفسه ويسوِّق إفكه وكفره على زعم أنه دولة ممانعة ومواجهة.. أما ممانعة البعث فتأتي على غرار «يتمنعن وهن الراغبات».. فالممانعة البعثية والمواجهة الشيعية الإيرانية للشيطان الأكبر الذي هو أمريكا تتحول في يسر إلى نداء فاجر يقول للشيطان الأكبر «هيت لك». إن الفضيحة البعثية بدأت فعلاً يوم 8/6/1967 في رابع أيام ما يسميه الفَجَرة القوميون البعثيون «النكسة» وهو في واقع الأمر الاستسلام والتسليم والبيع والقبض والذل والعبودية ويسمونه بعد كل ذلك الممانعة؟ هل يحتاج الشعب العربي والشعوب الإسلامية إلى دول ممانعة؟ أم إلى دولة مواجهة ومجاهدة؟ هل يمكن أن تستمر الممانعة خمسين عاماً والجولان في قبضة العدو الصهيوني والقدس بكاملها تحت أحذية الصهاينة.. يتكلمون عن الممانعة؟ أما الفضيحة السورية البعثية القرمطية فقد كانت مساء يوم الخميس 8/6/1967 وذلك بعد إعلان عبد الناصر الاستسلام الكامل لليهود وبيع القدس والعرب والمسلمين والدين لدولة صهيون وقبل الاستقالة المسرحية الفضيحة التي أعلنها عبد الناصر يوم 9/6/1967 وعاد عنها في مسرحية أكثر سماجة وأكثر وقاحة بعد يوم واحد باعتبار أن الشعب المصري خرج عن بكرة أبيه يطالب الرئيس المعجزة بعدم التنحي.