هل نشكر الولاياتالمتحدةالأمريكية على أنها لم تحرص كل الحرص على المحافظة على سرية مخطَّطات حكومة جوبا العدوانية ضد السودان حينما تنكشف مثلاً صادراتها إلى السودان مثل صناديق الألغام التي تخزَّن الآن بمطار جوبا في انتظار نقلها إلى جنوب كردفان؟!. نشكر الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تحترم خصومها وخصوم إسرائيل أكثر من أصدقائها وحلفائها والمغفلين الذين يدورون في فلك مؤامراتها.. أكثر من أربعمائة صندوق ألغام في مطار جوبا للتصدير إلى جنوب كردفان انكشف أمرها.. لكن لم تنكشف الجهة التي حُملت منها إلى جوبا، فليس في دولة جنوب السودان مصنع ألغام لكن فيها دولارات عائدات النفط التي يخصَّص «جزء» منها لاستيراد وتصدير الألغام.. مجموعة مستشارين أمريكان ويهود كان بإمكانهم الحفاظ على سرية أمر تصدير صناديق الألغام من مطار جوبا إلى جنوب كردفان في السودان، كما كان بإمكانهم المحافظة على سرية الجهة التي استوردتها منها دولة جنوب السودان. ستعاني حكومة جوبا كثيراً من الأغراض والرسائل السياسية للقوى الغربية والصهيونية التي تعتبر الحركة الشعبية صيداً ثميناً لمصالحها وليس حليفاً محترماً جديراً بالاحترام.. هذه القوى الأجنبية لا يسعها أن تحترم حكومة أو حزباً حاكماً يفشل في إدارة الدولة، ثم يزيد طين الفشل بلة حينما يوقف إنتاج النفط وحاجة الدولة لعائداته بنسبة «98 %».. تتعامل الحركة الشعبية مع السودان بنظرية «الضّرَّة الحركة الشعبية» في تعاملها مع السودان مثل الزوجة التي كانت تسعى للطلاق ولو عبر المحكمة، وبعد الطلاق عاشت المأساة بعد أن انتبهت «لمرور السنين، فما كان عزاؤها إلا أن تنتقم ولو على حساب مصلحتها ومصلحة أبنائها.. وها هي الحركة الشعبية على حساب مصلحة شعب الجنوب تسعى للتشفي من السودان الذي وجد الارتياح بعد انفصال الجنوب، ليواجِه الأخير بعد أن أصبح دولة مستقلة موجات الثورة ضد حكومة الحركة الشعبية.. لذلك ليس أمام هذه الحركة إلا أن تستدفئ بالمؤامرات الغربية والصهيونية ضد السودان، إذ أنها أصبحت في وضع جعلها لهذه المؤامرات صيداً ثميناً سهلاً.. ولكن يبقى ثمن هذا الاستدفاء هو الفضائح «كشف الحال». فما موقف الحركة الشعبية حينما يعلم شعب الجنوب وثوَّاره أن حكومته تشرف على تصدير مئات صناديق الألغام إلى السودان لتزرعها الحركة الشعبية «الجناح الأجنبي» في ولاية جنوب كردفان السودانية؟.. هل يريد شعب جنوب كردفان من جوبا صناديق الألغام والذخيرة؟! ألا يكفي أهل جنوب كردفان من الحركة الشعبية ما قام به جيشها الشعبي في بعض المناطق هناك مثل تلودي من قتل واغتصابات «للصبايا البريئات»؟! وما ذنب «زنوبة» في جنوب كردفان وهي تتعرَّض للقتل والاغتصاب وانفجار الألغام التي تزرعها الحركة الشعبية؟! ما ذنب شتلة الأبنوسة التي ننتظرها أن تكون معلمة وطبيبة وأمّاً رؤومًا.. إن زنوبة في جبال النوبة تستحق أن نغني لها ونردِّد: يوم في عز الليل.. مشيت جبال نوبة.. لمحت لي ظبية لقيتا زنوبة حبيتا زنوبة لكن زنوبة بمؤامرات الحركة الشعبية ذات الامتداد العدواني في السودان تتعرَّض للمآسي.. وبدلاً من أن تستورد لها قوات عبد العزيز الحلو من دولة الجنوب المانجو والأناناس.. إلا أنها آثرت أن تستورد مئات صناديق الألغام، لتكون زنوبة ضحية انتقام بلا معنى.. وإذا كانت «ميري» و«فيفيان» ضحية مؤامرة الحركة الشعبية هناك فإن زنوبة ضحيتها هنا.