تصدت القوات المسلحة لهجوم جديد أمس، قامت به إحدى مجموعات التمرد المنسحبة من منطقة مندي على نقطة استطلاع بمنطقة مبيوع «7 كيلومترات من تلودي» بجنوب كردفان، مما أدى لاستشهاد أحد أفراد القوات النظامية وجرح آخر، فيما انخرطت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى دولة جنوب السودان هيلدا جونسون في لقاءات مع المسؤولين بالخرطوم بغية نزع فتيل التوتر بين البلدين، فيما اتهمت وزيرة الخارجية الامريكية السودان بتقويض نظام الجنوب، وأكدت سعي بلادها للضغط على الخرطوم. إلى ذلك عبرت جونسون عن خشيتها من أن يؤدي الاحتقان المتصاعد في العلاقة بين الخرطوموجوبا إلى مواجهة عسكرية مباشرة، ووضعت الحكومة جملة من الأدلة والبراهين أمام جونسون تؤكد تورط حكومة دولة الجنوب في دعم حركات التمرد الدارفورية عبر ما سمته بمظلة الجبهة الثورية التي تم تكوينها أخيراً. ودعت ممثلة الأممالمتحدة الحكومة للنظر بعين الاعتبار للجنوبيين المقيمين بالسودان حال لم يتمكنوا من توفيق أوضاعهم القانونية قبل التاسع من أبريل الموعد المحدد من قبل الحكومة، واستعرضت في لقاءات مع المسؤولين بالخرطوم الترتيبات الجارية لاستخراج وثائق لأبناء دولة الجنوب الموجودين بالسودان بمساعدة الأممالمتحدة تمهيداً لإعادتهم لدولتهم، والتمست من الحكومة النظر بعين الاعتبار للأوضاع حتى يتمكن أبناء دولة الجنوب من توفيق أوضاعهم واستكمال استخراج أوراقهم الهجرية حتى التاسع من أبريل المقبل، ووصفت جونسون في تصريحات للصحافيين عقب لقائها الرئيس عمر البشير ببيت الضيافة أمس، وصفت اللقاء ب «المثمر» وقالت: «ناقشت مع البشير طرق تسهيل عودة أبناء دولة الجنوب والعديد من القضايا المتعلقة بالتجارة». ونوَّهت جونسون بأن اللقاء تطرق لتفويض بعثة الأممالمتحدة بدولة الجنوب الذي يشمل علاقة حسن الجوار بين جوبا وجيرانها. وفي غضون ذلك بحثت جونسون في لقاء منفصل مع وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان، التطورات الأخيرة في العلاقة بين الخرطوموجوبا. وأكد الوكيل لجونسون أن الأوضاع الآن تتطلب وقف العدائيات وإعادة بناء الثقة، منوِّها بأهمية ترسيم ما اتفق عليه من شريط الحدود حتى يصبح تحديد المعابر بين البلدين ممكناً. وفي ذات السياق كشف د. مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية للمركز السوداني للخدمات الصحفية أمس، عن لقاء جمعه أمس مع هيلدا جونسون وضع من خلاله كافة الأدلة التي تؤكد تورط حكومة دولة الجنوب في دعم الحركات المتمردة بدارفور، مروراً بتكوين ما يسمى تحالف الجبهة الثورية وحتى الهجوم الذي نفذته حكومة الجنوب أخيراً على بحيرة الأبيض. وقال د. مصطفى إن لقاءه مع جونسون بحث الأوضاع في السودان والمنطقة وتوتر العلاقات بين السودان ودولة الجنوب، وأسباب تعثر المباحثات بين الدولتين حول قضايا النفط وترسيم الحدود والجنسية. فيما علمت «الإنتباهة» أن ممثلة الأمين العام سترفع تقريرها السنوي لمجلس الأمن حول الأوضاع بدولة الجنوب منتصف مارس الجاري. وميدانياً دفعت ولاية جنوب كردفان بتعزيزات إضافية لتأمين مدينة تلودي وما جاورها، في وقت تصدت فيه القوات المسلحة أمس لهجوم قامت به إحدى مجموعات التمرد المنسحبة من منطقة مندي على نقطة استطلاع بمنطقة مبيوع «7 كيلومرات من تلودي»، مما أدى لاستشهاد أحد أفراد القوات النظامية وجرح آخر. وأوضح المقبول الفاضل الهجام معتمد تلودي للمركز السوداني للخدمات الصحفية أمس، أن القوات المسلحة قامت بملاحقة القوات المعتدية وقتلت منهم اثنين فيما فر الآخرون بعد أن هاجمت القوات التي تقوم بتأمين السيارات العاملة في نقل ردميات الطرق، موضحاً أن الولاية قامت بإرسال تعزيزات إضافية لتأمين المحلية.