قبل فترة هبطت طائرة بريطانية في مطار الخرطوم ونزلت منها سيدة سودانية تحمل قطة اسمها «شو».. شو في غاية الجمال والاتساق.. شعرها «خاطف لونين» وإن كان يميل إلى الصفرة.. ويبدو أن لها حلاقًا ماهرًا خريج هندسة والدليل على ذلك النسبة والتناسب ما بين الأفقي والرأسي!!.. وتلك التقسيمات المتداخلة والتي تشبه إلى حد ما لوحة «كشف النظر»!!.. ومما يزيده حالة «الابهة والعظمة» هذه نفشة شعر رقبتها وتمايله.. ورغم أن الخواجات يشتركون مع القطط في العيون الخضراء وأشياء أخرى لا داعي لذكرها الآن إلا أن قطة السيدة عيونها «كحيلة» وقد تأكدت فيما بعد أن لها «حقيبة مكياج» ولكن هذا ليس هو المهم وإنما المهم أن المرأة التي استقبلتها في المطار هي اختصاصي في الطب البيطري!!. عندما وصلت القطة إلى البيت التفوا حولها يباركون قدومها.. ويمطرونها بالقبلات.. حتى القط «مرجان» وإن كان أحس بالضيق والغيرة من تلك الزائرة الجديدة إلا أنه أراد أن يرحب بها على طريقته الخاصة ولكن «شو» نظرت إليه «بازدراء» جعلته يتراجع وينكمش وظهرت عليه علامات الغضب من هذه الإهانة وكتم في سره عبارة «ليك يوم» وأردفها ب «تجي في بلدنا وتفتري علينا» مؤكداً لها أن «العبرة في النهايات»!!.. أما هي فقد زادته «مغصة» ببرودها وعدم الاكتراث له وكاد ينفجر بالضغط عندما رآهم ينقلونها إلى غرفة أخرى وبدأت الطبيبة تكشف عليها بأصابعها وبالسماعة ورفعت رأسها وقالت للسيدة مبروك «القطة حامل» وطلبت منها عمل «موجات صوتية» و«أشعة مقطعية» وظهر القلق على السيدة عندما أوضحت تلك الفحوصات أن الجنين في وضع غير طبيعي «رأسه فيه لفتة جنوباً» وبالتالي لا بد من «عملية قيصرية» وتم نقل القطة إلى غرفة «العناية المركزة» ومنها إلى «غرفة العمليات» واستطعت أن أرى من خلال نافذة الزحاج عملية تخدير القطة ببنج موضعي وبعدها وبكل حنان وخفة فتحت جزءًا من جلدها بمشرط ثم انتقلت إلى العضلات وتم إخراج الجنين سالماً وكنت أعتقد أنها مثل قططنا بطنها محشوة «بنصف دستة» إلا أنها اكتفت بواحدة!!.. وقامت الطبيبة بخياطة الجرح بخيط «Cat gut» وكتبت روشتة أدوية «الترافيت» مضاد حيوي.. و«الانالجين» مخفض للحرارة.. وفايتمينات وبدرة وطلبت من السيدة إحضارها من الصيدلية بعد أن رفضت لها بالسماح برؤية قطتها وخفت أنا أن تكون القطة قد ماتت وشبعت موت نتيجة «خطأ طبي» والطبيبة خائفة من أن تنكشف الحقيقة لولا أن لاحظت أنها بدأت تتحرك!! وقد تم جلب ممرضة خاصة بها!!.. وشاركنا في وليمتها بمناسبة قيامها بالسلامة.. وقد أخضعت فيما بعد إلى عملية «استئصال رحم» وقد نجحت العملية أيضاً دون أن تنسى الطبيبة في بطها مشرطًا أو شاشًا!!.. المهم أن المولودة الجديدة حملت اسم «أصالة» وهذا يعني أن تكون قد أخذت شهادة الميلاد وشهادة الجنسية السودانية دون أن تمر على الرقم الوطني!!.. محمد عثمان عبد الحفيظ الموضوعات للنقاش 09128388760114809093 شكراً للدكتورة البيطرية ليلى محمد عثمان «الكلاكلة» على المعلومات الثرة التي زودتنا بها في مجال طب الحيوان.. دل على وعيك البيطري واذهب بحمارك أو كلبك أو نعجتك إلى أقرب مركز بيطري حتى لو لم يوجد مرض.. فقط للكشف الدوري..