أصبح العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين في أي مجتمع؛ لأن العمل الطوعي أو التطوعي هو ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ الأزل، ولكنه يختلف في حجمه وشكله واتجاهاته ودوافعه من مجتمع إلى آخر ومن فترة زمنية إلى أخرى، فمن حيث الحجم يقلّ في فترات الاستقرار والهدوء ويزيد في أوقات الكوارث والنكبات والحروب، ومن حيث الشكل فقد يكون جهداً يدوياً أو مهنياً أو تبرُّعاً بالمال أو غير ذلك ومن حيث الاتجاه فقد يكون تلقائياً أو موجهاً من قبل الدولة في أنشطة اجتماعية أو تعليمية أو تنموية ومن حيث دوافعه فقد تكون دوافع نفسية أو اجتماعية أو سياسية وقد أصبحت منظمات المجتمع المدني إحدى آليات العلاقات الدولية سلماً وحرباً لتخدم الأهداف الإستراتيجية للدول بعد فشل الآليات الأخرى في التغيير الاجتماعي والسياسي والأيديولوجي، وتعتبر أمانة المنظمات الجهة التي تعنى بالسياسات الموجهة والتخطيط للعمل الطوعي بكل روافده الوطني والأجنبي بما يتسق مع سياسات وإستراتيجيات الدولة، ومن هنا فإن أمانة المنظمات في إطار توجيهها للعمل الطوعي ستعمل على بناء شبكة من المنظمات الوطنية القادرة على التمويل الذاتي والبقاء والعمل باستقلالية كبيرة وتعمل هذه الشبكة في إطار عريض يغطي كل جوانب العمل الطوعي بما فيه من شبكة إنذار مبكر وما يواكبه من عمل لدرء الكوارث وتجنب حدوثها، وكذلك عمليات إدارة الكوارث وما يرافقها من أعمال إغاثة وإدارة معسكرات ومجابهة مخاطر النزوح واللجوء ثم إدارة عمليات ما بعد الكوارث من إعادة بناء وصنع السلام وإعادة توطين وغيرها.. هذا بالإضافة إلى العمل الطوعي المختص بإدارة عمليات التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والإنسانية بكل جوانبها، ويتم تنفيذ العمل من خلال عدة دوائر منها دائرة السياسات والمعلومات وهي دائرة تهتم برسم السياسات الموجهة لعمل المنظمات الطوعية وذلك عبر دراسة كل النظم والقوانين والتشريعات المنظمة للعمل الطوعي في البلاد وتقديم اقتراحات بسن قوانين ولوائح جديدة لسد النقص وتكملة مطلوبات تنظيم العمل الطوعي بما يتماشى مع دستور البلاد والأعراف الدولية وكذلك يمكن للدائرة اقتراح أي مشروعات وخطط قومية للإنذار المبكر وغيرها التي تسهم في تطوير العمل الطوعي، ومن مهام هذه الدائرة وضع السياسات الموجهة للعمل الطوعي في مجالات المنظمات وفقاً للموجهات العامة لخطة المؤتمر وما يستجد من سياسات، ودائرة العمل الإنساني تعنى بالتنسيق بين منظمات العمل الطوعي عبر إقامة وتفعيل الشبكات بين المنظمات التي تعمل في مجالات متشابهة وكذلك تنسيق برامج التوأمة والشراكات بين المنظمات الوطنية والأجنبية في المجالات المختلفة لا سيما برامج الإنعاش والتنمية، كما تقوم بمتابعة وتفعيل عمليات التواصل بين الجهات ذات العلاقة بعمل المنظمات الخارجية والشؤون الإنسانية والتعاون الدولي والأجهزة المختصة ويقوم عمل الدائرة بمتابعة العمل الإنساني على المستوى القومي ووضع موجهاته وهياكله وخططه العامة، بحيث يغطي كافة المجالات المطلوبة دون تضارب في الخطط أو الهياكل أو المنظمات العاملة في نفس المجال وكذلك تعمل على سد النقص في وجود المنظمات خصوصًا في المناطق الطرفية ومناطق النزاعات أو الكوارث ويظل عمل هذه الدائرة هو التنسيق والتوجيه دون أن تتحوّل هي بدورها إلى منظمة طوعية جديدة تقوم بتنفيذ برامج العمل الطوعي، ومن مهام هذه الدائرة وضع الخطط والموجهات لبناء المنظمات والمشروعات الهادفة لبناء كل المجتمع وتشكيل ما يوافق ذلك في تحديات العصر واقتراح السياسات التي تؤسس للشراكة والتوأمة مع المنظمات الأجنبية والوطنية والإشراف على بناء الشبكات المتخصصة وتنوع البرامج بما يتماشى مع الإستراتيجية وتشجيع المنظمات بجميع مناشط المجتمع وربط التطوع بالعمل القاعدي.